لماذا تحولت ليالي افراحنا الى ما يشبه – الوجوم -؟ كان السؤال مفاجئاً عندما طرحه أحد المدعوين في أحد الأفراح حيث راح من كان بجانبه يلاحق بين لحظة وأخرى عقارب الساعة في انتظار الدخول الى قاعة الطعام وقد تخطت الساعة الحادية عشرة والنصف. لقد كانت الافراح في تلك الزمانات تقام في منازل أهل الحي قبل ظهور هذه القاعات وصالات الفنادق وتمتد لحوالي الاسبوع وليلة الفرح الذي يلحقه افطار ومن ثم غداء ثم توزع اطباق الاكل على احياء المدينة لكل من قدم – رفداً – لأهل الفرح ويتخلل هذا الاسبوع في كل ليلة تقريباً حفلات غنائية وتكون ليلة الفرح الحفل الغنائي الرئيسي الذي يحييه فنان معروف.على ان بعض الأفراح تمارس في عصر ذلك اليوم لعبة المزمار. ولعبة الزير، بالفعل كانت ليلة فرح بحق وحقيق. تذكرت كل هذا وانا أشاهد في وسط الأسبوع الماضي شيئاً من ذلك الفرح القديم في المدينةالمنورة وان كان ليس له طعم الفرح أيام زمان.نعم لقد تحولت افراحنا الى تجمع لتناول طعام العشاء ومن ثم الانصراف دون حتى التعارف لا يتم بين الحضور، انه أمر محزن بل وقاسٍ على النفس.. فياليت تلك الايام تعود.. ولكن كلمة ياليت عمرها ما بتعمر بيت.