** كان يلقاه بكل الود والاخاء اذا غاب عنه تفقده واذا لقاه ابتهج بمقدمه ومضت بهما الايام وتلحقها السنون وهما على هذا الحال من الصفا، وفجأة تغير كل شيء بينهما، فانقطع الوصل وغابت تلك الأخوة وضاعت تلك الصداقة، فراح يسأل نفسه لماذا حدث كل هذا؟ هل حدث مني شيء جعله هكذا يتغير، وبحث في كل تلافيف الايام فلم يعثر على سبب واضح لهذا الجفاء وراح يسأل نفسه أكثر ويحاسبها أدق فلم يجد لكل ذلك سبباً عندها ادرك ان كل ذلك الذي كان ليته لم يكن ولا كان في ماضي الايام إنما هو زيف وخداع، ذهب مع ادراج الرياح ذلك الذي كان بينهما فتحسر على كل ما كان يفعله من أجله طوال تلك السنوات التي عاشاها سوياً، تساءل هل الإنسان قادر على النكران بدون سبب وبلا مقدمات ما هذا الذي جرى ويجري؟؟. كان يسألني بحرارة حارقة عكستها نبرته الخانقة وتهدج صوته الذي عكس ما يعانيه من ألم وغصة. فقلت له لا عليك فالدنيا أغيار والانسان هو الآخر أغيار عليك ان تكون صادقاً مع نفسك. فثق ان هذا الذي تشكو منه نكرانه لك ولسنوات العمر الطويلة يعاني أشد المعاناة ولكنه لا يستطيع ان يفصح عن ذلك لشعوره بالخطأ الذي وقع فيه ثق مرة أخرى انه سوف يأتي يوماً ويدق بابك معتذراً فعليك ان تقبله كما هو ألم يقولوا المسامح كريم: عليك الصبر .. والصبر فقط. نظر اليّ مستغرباً هل يعقل بعد كل هذا الذي حدث منه يأتي ويعتذر؟ قلت لا تستغرب لابد لديه ضمير ويصحو.