مضى على انشاء الخطوط الجوية العربية السعودية (السعودية) أكثر من خمسة عقود، ولا تزال حتى اليوم لم تحقق رضا المسافرين على نقطتي الرياضجدة أو جدةالرياض، لا أريد ان اقحم نقاط اخرى عليها ضغط العطلة الاسبوعية أو الإجازات التي يتزايد الطلب عليها، وعلى وجه الخصوص في فصل الصيف. وعلى الرغم من رضا المسافر في كل شركات الطيران الاجنبية - الاقليمية أو الدولية تصل الى أقصى حد الرضا لان هذه الشركات - شركات الطيران الاجنبية - تسعى جاهدة الى تحقيق أكبر قدر من الرضا للمترددين عليها، ويفترض ان تأتي "السعودية" في مقدمتهما لانها صاحبة تجربة عريقة، وخبرة طويلة، ورؤساء تنفيذيين على مستوى فذ في الادارة والأداء والكفاءة خاصة وان المهندس خالد الملحم قد حصل على شهادة من مجلة (CEO) الشرق الأوسط كأفضل "رئيس تنفيذي" في قطاع الطيران تقديراً لجهوده على مدى ثلاث سنوات فقط! وقد ابرزت مجلة "أهلاً وسهلاً" الحدث بانه إنجاز ضخم لكني تذكرت ان معاناتي مع السعودية في تصاعد وما يصدر عنها من منغصات منها تحضرني فكرة إغلاق الرحلات بين نقطتي جدةالرياض او الرياضجدة وباقي نقاط الرحلات على الشبكة الداخلية قبل الاقلاع بخمسة واربعين دقيقة حتى لو اقلعت الرحلات بعدد كبير من المقاعد الشاغرة في حين اغلب شركات الطيران العالمية او الاقليمية تحاول ان تشغل مقاعدها بالكامل في كثير من الاحيان سواء بتأخير رحلاتها الى بضع دقائق، واحياناً تتجاوز الدقائق الى ساعة حتى لا تخسر مقعداً واحداً ولذلك نجد خدماتها المقدمة دائماً الى مسافريها تكسب رضاهم لانها قدرت ظروفهم الطارئة التي لم تكن في الحسبان، اما عدم قبول اي مسافر بحجة تجاوز ال(45) دقيقة، والطائرة لا تزال جاثمة في مكانها ولم تدر محركاتها فهو اضرار بالمسافر الذي في أمس الحاجة بالسفر على متنها. وتأتي حكاية اجهزة اصدار (Boarding) الآلية التي يتحكم في تشغيلها أمزجة المشرف على كاونترات المطار إذ تشير هذه الاجهزة بمجرد ادخال رقم الحجر: "راجع اقرب موظف" فهل يعقل ان تصبح (الاجهزة) كلها (معطلة) في آن! وبشكل دائم! كما يتصرف مشرفي كاونترات المطار على هواهم في منح (Boarding) وعلى أمزجتهم، رغم ان هناك (شواغر) في الرحلات تكفي لمن يتردد عليهم، ولكن لزيادة معاناة المسافر يردد - بكل بساطة- " اذهب الى كاونتر (الانتظار) "وهو يعرف تماماً وضع الزحام والفوضى هناك، ولكن لزيادة معاناة المسافر في الحصول على بطاقة صعود الطائرة - بكل سهولة ويسر - يقفل جميع ابواب مخابطته كأن "المسافر" يتسول ولا يطالب بحقه في الحصول على بطاقة صعود الطائرة، فلماذا لا يفرض على مشرف الكاونترات ان يقدم "بطاقة صعود الطائرة" بمجرد توفر مقاعد للحد من الزحام والتكدس بطريقة غير نظامية امام "كاونتر الانتظار" مع العمل الجاد على الغاء هذا (الكاونتر) الذي لا يتفق مع الجهود المبذولة في الخصخصة. ومن المضايقات التي يستشعرها المسافر ارغامه على دفع "رسوم" لا تقل عن عشرين ريالاً نقداً على كل فرد من افراد الاسرة الواحدة، فاذا كان العدد عشرة افراد بالنسبة للتذاكر الداخلية مائتا ريال! واما اذا كانت الرحلة دولية فعليه ان يدفع في كل مرة (اربعون ريالاً) على كل تذكرة! وعلى الرغم من ان رسوم اعادة اصدار التذاكر مكلفة على المسافر سواء المحلية أو الدولية لم يبادر مسؤول التسويق في مسايرة توجهات الدولة في التخفيف عن كاهل المواطن بإلغائها ما دام امر اصدارها اصبح غير مكلف. اذا لم تدخل أجهزة الحاسوب في فروعها، فهو إجراء مقبول، اما ان تشغل المسافر في الذهاب والإياب من أجل سحب نسخة من التذاكر واعطاء خطاب بالموافقة فهو غير مقبول لان هذه الاجهزة قضت كلية على البيروقراطية الادارية وعلى ضياع الوقت، والحد من معاناة المسافر من الزحام والحوادث المرورية والمواقف. وهناك تقصير في طريقة تقديم الوجبات على اسطولها، فالسندويتشات التي توزع في الفترات التي لا تقدم فيها وجبات ليست مواكبة للعصر فهذا النوع لا يصلح للمسافرين اذ لابد ان تقدم في الخبز الصامولي أو التوست كما تفعل أغلب شركات الطيران في العالم. كما ان الوجبات التي تقدم حالياً لابد ان يعاد النظر فيها، ويجب ان تراقب بين الحين والآخر، فقطع اللحم الكبيرة وقاسية ووجبة السمك اكتفي بقطع صغيرة من السمك لا تتجاوز القطعتين مع قليل من البطاطس المقلي واما وجبة الدجاج، فدائما تنفذ بسرعة. هذا، بعض ما يحضرني عن الخطوط السعودية هيلمان موظفيها وإدارييها والتي تسببت في معاناة بعض المسافرين في الداخل والخارج. تليفاكس: 6780952 (02)