أبدى عدد كبير من المسافرين في مطار تبوك الإقليمي استياءهم من الخدمات التي تقدمها الخطوط السعودية لركابها ومن تأخر وإلغاء الرحلات وسوء في الخدمات الأرضية والتعامل من قبل موظفيها مع المسافرين. «عكاظ» تجولت في مطار تبوك الإقليمي، ورصدت آراء عدد من المسافرين فيما تقدمه «السعودية» من خدمات والمواقف التي حدثت لهم، كما رصدت معاناة مكاتب السياحة والسفر من تعامل «السعودية»، ومعرفة جوانب التطوير بمنظورها. وأكد مدير أحد مكاتب السفر والسياحة في منطقة تبوك (فضل عدم ذكر اسمه) أن هناك قصورا من قبل الخطوط السعودية في تقديم الخدمات المثالية للمسافرين. وأضاف أن منطقة تبوك يوجد بها 54 رحلة أسبوعية، حيث تبلغ عدد الرحلات إلى منطقة الرياض 14 رحلة فقط، وهو لا يفي بتطلعات ومطالب أهالي المنطقة التي فيها كثافة سكانية عالية. وبين مدير المكتب أن مطار تبوك الإقليمي الحديث الذي تم تدشينه مؤخرا يجب أن يواكبه تطور في أداء وتقديم الخدمات من قبل طيران السعودية. كما بين مدير وكالة سفر وسياحة آخر في المنطقة (فضل عدم ذكر اسمه) أن السعودية خالفت الأنظمة وتسببت بخسائر لعدة شركات عندما ألغت وكيل عام الخطوط لديها ليكونوا وكلاء لمنظمة (الآياتا)، متسائلا ما هو التعويض الذي حصلت عليه حيال ذلك؟ وأضاف أن هناك قصورا من قبل السعودية لمكاتب السفر والسياحة، حيث تتعامل مع مكاتب السفر والسياحة بمركزية تامة، لعل منها عدم إمكانية أو إتاحة الفرصة للمكاتب بتأكيد الحجوزات، بالإضافة إلى عدم إعطاء صلاحيات التخفيضات للطلاب بواقع 50 في المائة واعتماد أوامر الإركاب من قبل الجهات الحكومية، ما يسبب ضغطا كبيرا على مكاتب السعودية. وأوضح مدير وكالة سفر وسياحة آخر أنهم يقعون في إحراج كبير من قبل عدد من العملاء بعد أن يتم اعتماد إركابهم وتأكيد حجزهم على طيران السعودية، إلا أنهم يفاجأون برفض إركابهم من قبل موظفي الخطوط. وأرجع مدير المكتب سبب ذلك إلى عدم انضباطية النظام (السستم)، وأضاف يجب على الخطوط السعودية في حالة تعذر زيادة عدد الرحلات أن تزيد سعة المقاعد، وألا ترسل طائرات ذات سعة صغيرة. وقال سليمان العنزي من المدينةالمنورة إنه خرج هو ورفيقه إلى المطار بعد تأكيد حجزهم على طيران الخطوط السعودية إلى جاكرتا، وأضاف «بعد أن ختمنا جوازات السفر تم إبلاغنا أن الطائرة ستتأخر لساعتين وبعدها تم إبلاغنا بأنه سيتم تعويضنا برحلة بديلة عن طريق مطار جدة». وأضاف «توجهنا في اليوم التالي إلى مطار جدة وقمنا بشحن حقائبنا إلى جاكرتا إلا أننا فوجئنا عند البوابة أن الموظف رفض دخولنا إلى الطائرة بحجة أنها ممتلئة». وبين العنزي أنه على الفور توجه إلى المسؤولين عن المطار ولم يتم اتخاذ أي إجراء وبين أن حقائبه هو وزميله ما زالت في مطار جاكرتا منذ 20 يوما. كما ذكر المواطن راشد العنزي أنه حجز مقعدا من مطار تبوك إلى مطار الدمام الأسبوع الماضي، وعند رغبته في الحصول على بطاقة صعود الطائرة فوجئ أن الموظف يبين له أن حجزه ألغي بناء على طلبه. وأضاف أنه تقصى الموضوع وعرف أن موظفا في الخطوط السعودية في الدمام ألغى حجزه بعد أن ورد اتصال له. وأبدى العنزي استغرابه كيف يلغى الحجز ولم يتم التأكد من معلومات المتصل. وأضاف «تضررت كثيرا من إلغاء الحجز حيث كنت متجها إلى مقر عملي في الدمام»، وبين العنزي أنه قام على الفور برفع شكوى إلى الإدارة العامة في الخطوط وحتى إعداد هذا الخبر لم يتم اتخاذ أي إجراء. وتحدث سعد الهاجري بأنه في إحدى رحلات الخطوط السعودية من مطار المدينةتبوك قبل ما يقارب العام، وعند الوصول إلى مطار تبوك شاهد رجلا مسنا في مشادة مع موظفي الخطوط بعد أن تم نسيان حقيبته في مطار المغادرة، حيث كان يوجد بها أدوات طبية مهمة له، وكانت أقرب رحلة في اليوم التالي. وأضاف أن حادثة أخرى شهدها من مطار المدينة إلى تبوك عندما وصلت ثلاث فتيات إلى مطار تبوك، إذ أبلغن بأن حقائبهن تم تركها في المدينة. وقال الهاجري (الفتيات الثلاث قدمن لحضور زواج في مدينة تبوك في نفس الليلة وكانت أقرب رحلة في اليوم التالي). كما بين عبدالله الشمري أن موظفي الخطوط السعودية رفضوا إركاب شقيقته في الطائرة المغادرة إلى مطار تبوك بعد فراغه من أداء الحج رغم أنه كان يحمل بطاقة صعود الطائرة. وبين إسماعيل بخش أنه أصدر تذكرة طيران من الخطوط السعودية من تبوك إلى المدينة، وكان الحجز مؤكدا، وأنه فوجئ عند رغبته في المغادرة أن لا حجز له. وبين حسين الأسمري أنه أثناء مغادرته من مطار القريات إلى مطار جدة أصدر بطاقة صعود الطائرة وشحن العفش إلا أنه تفاجأ عند دخوله بوابة الطائرة رفض موظف الخطوط بحجة أن الطائرة ممتلئة. واستغرب المواطن أحمد العمري من تصرفات موظفي الخطوط السعودية في مكاتب الحجز وتعاملهم مع الركاب بكل استهتار وتكبر، ويحكي العمري موقفا حصل له عندما كان عند موظف الخطوط السعودية في مكتب الحجز في تبوك وعندما استقبل الموظف اتصالا ترك أوراقة وانشغل بالهاتف لمدة خمس دقائق، مستغربا تصرف موظفي الخطوط مع العملاء. كما بين محمد العسيري أنه قبل عامين اعتدى موظف في الخطوط السعودية على مواطن داخل الصالة بسبب سوء معاملة موظف السعودية مع هذا المواطن، ما استدعى رجال الأمن للتدخل، مضيفا أنه تمت إحالة القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام. واستغرب حسين الأسمري صمت الجهات المختصة على تصرفات الخطوط السعودية من ضعف في الحجوزات والخدمات وسوء التعامل مع المسافرين. يقول عبدالرحمن العنزي (مبتعث في أستراليا) سافرت كثيرا إلى عدد من بلدان العالم ولم أر ظلما كبيرا للمسافرين مثلما تفعل الخطوط السعودية، فالتعامل من قبل الشركات العالمية راق، بل أكثر من ذلك من حيث احترام للمسافر وتقدير مشاعره، بالإضافة على الخدمات المقدمة له في حالة تأخر أو إلغاء رحلة. كما تحدث علي العطوي أنه كان في مطار الرياض متجها إلى تبوك وتأخرت الرحلة لثلاث ساعات، وتم تقديم لهم واجب الضيافة الذي هو عبارة عن (عصير وساندوش) في حين أن تلك الفترة كانت فترة غداء، متسائلا أليس ذلك عيبا على شركة تحمل اسم كبيرا؟ وطالب محمد البلوي الخطوط السعودية بزيادة عدد الرحلات إلى منطقة الرياض كون هناك مرضى ويحتاجون إلى السفر الدائم للمستشفيات التخصصية. وبين عمر العنزي بأنه كان في رحلة من تبوك على الدمام حيث تفاجأ عند استلام حقيبته أنها ممزقة وسط عدم اتخاذ إجراء من قبل مسؤولي المطار. وقال يحيى الجيزاني إن المحسوبية والواسطة أصبحت شيئا معروفا ومكشوفا من قبل موظفي الخطوط السعودية، مؤكدا أن ذلك حدث معه ومع زملائه بكثرة خصوصا في حالات الانتظار. وعن الخدمات الإلكترونية يقول فهد السبيعي ومحمد العنزي وسعد البقمي إنها تحتاج إلى تطوير بشكل كبير، مضيفين أنه في مطار تبوك جميع أجهزة إصدار التذاكر معطلة منذ فترة طويلة. ويرى سعد العطوي أن الخطوط السعودية يجب عليها زيادة عدد المكاتب في المنطقة لكي تطور من خدمتها وترتقي بأدائها، وأضاف أنه في تبوك وخصوصا خلال الإجازات فإن المكتب يشهد زحاما كبيرا ومشادات كلامية مع الموظفين بالإضافة إلى عدم إمكانية الحصول على أرقام بحجة قلة الموظفين وكثرة المراجعين. وتساءل عبدالله القرني عن عدم زيادة أعداد الموظفين في الكاونترات ومكاتب السعودية وذلك للحد من الزحام وإنهاء المحسوبيات التي اشتهر بها موظفو الخطوط السعودية.