* قبل أن يبدأ الأمير خالد الفيصل بجولته في حي قويزة صباح الاربعاء الماضي، كنت أسير في شارع "جاك" أكبر شوارع الحي المنكوب من السيول الاخيرة، وفوجئت بأن الشارع قد تحول إلى "تحفة نظيفة" من الترتيب والنظافة، ورأيت مسؤولين بأمانة جدة في مجموعات كثيرة يحملون أجهزة ويتابعون العمال، وشاهدت عمال النظافة يكنسون الشارع الحزين بهمة وحرص شديدين، ولمحت عمالاً يرتفعون في جهاز الرفع إلى رؤوس الأعمدة لتركيب الاضاءة، وبدأ الشارع في حالة مختلفة تماماً عن تلك التي رأيتها عصر اليوم السابق - الثلاثاء. * أنا بطبيعة الحال من سكان الحي، وأعرف ما يدور فيه، وكيف تسير وتيرة العمل بحكم المعايشة اليومية للفعاليات والإجراءات التي تتم، ولعل من اطرفها ليلة البارحة "الاربعاء" عندما كنت أرى عربة رش المبيدات وهي تمر من أمامي مرتين، وتنفث بدل الدخان القاتل للميكروبات، هواءً عاديًّا، في مشهد كاريكاتوري غريب، وكنت في واقع الأمر، أريد أن استوقف سائق تلك السيارة العجيبة، لأفهم منه فعله ذلك الأكثر عجباً من سيارته، ولأقول له إن هذه الرحلات المكوكية بسيارة تنفخ هواء عاديا بدلا من المبيد، إنما هو تمثيلية لا تنطلي على أحد، لأن الناس ليسوا اطفالاً يمكن أن يضحك عليهم أي أحد.. * ما أود قوله أن عددا من المسؤولين والعاملين عندنا، لا يتحركون بالشكل الصحيح إلا عندما يسمع بزيارة قيادي بارز، ولا يقدم الخدمات المطلوبة منه، الا بعد أن يتيقن من أن أمير المنطقة أو الوزير سيقوم بزيارة.. وهذه في واقع الأمر عادة درج عليها الكثيرون، وقد كنا نتوقع أنها "مرحلة وانتهت" ولكن يبدو أنها ما زالت تعشعش في وجدان وعقول عدد من صغار المسؤولين عندنا، ومن يرأسهم، كثقافة عامة درجوا عليها دهراً، وربما يصعب اقتلاعها من عقولهم. * يا أيها الإخوة العاملون في الشأن العام، إن الناس "وهذه هي الحقيقة" لا تقدر إلا من يتحلى بالاخلاص والمثابرة والعمل الميداني الفعال.. ولا تهتتم لا من قريب أو بعيد بذلك الشخص الذي لا يعمل الا إذا علم بزيارة الكبار، ولا يتحرك الا إذا فهم أن مسؤولين سيزورون ادارته أو منطقته.. ولذلك يتعين على هؤلاء أن يعيدوا حساباتهم وان يعرفوا أن هذا المسلك المهين، لم يعد ينطلي على أحد. * تحية وتقدير للأمير خالد الفيصل في زيارته الاخيرة إلى حي قويزة، وأنا واثق أن ذكاء سموه وحصافته وألمعيته، ستجعله يرى كل شيء بنفسه، وسيرى الكثير، وقد رآها فعلاً، وسجل في عقله وفكره ورؤيته التي نثق فيها الكثير، وأنا متفائل وواثق، أن الأمير الواعي والحكيم سيفاجئنا بالكثير من المنجزات على الأرض.