وصلني على الإيميل ( البريد الإكتروني) قائمة أفضل الكتب مبيعا وكان من بينها كتاب "الطفل الضائع" السيرة الذاتية ل "برنارد كريك" والذي نزل بالأسواق في نهاية عام 2001 , ولأكون صادقا مع السادة القراء فإني أعترف بأنني لم أسمع بالكتاب ولا ببطل القصة كما أنني لم أتحقق من صحة المعلومات الواردة على الإيميل , , وكل ما يهمني في الموضوع هو المغزى من وراء قصة "برنارد كريك" سواء كانت حقيقية أم من نسج خيال أحد رواد الإنترنت, فلدينا في المجتمع العربي نوابغ في تكنولوجيا الإنترنت ولكن للأسف فالبعض منهم يوظف تلك الموهبة في أهداف لا تفيد بل تضر مستخدم الخدمة في أكثر الأحيان ,من سرقة "إلكترونية" بكافة أنواعها وبث سموم وتضليل إلى تدمير مواقع ومعلومات خاطئة وهي جريمة بحق الأجيال يستحق فاعلها أقصى العقوبة ,و ليتذكر هؤلاء وأمثالهم من ذوي الخلق الرفيع بأنه من سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ,أعانهم الله عليها , عموما وعودة إلى" برنارد كريك" المزعوم فهو عاش مع أمه بعد إنفصال والديه وهو في سن الثانية وما لبث أن فقدها وهو في سن التاسعة , نجح في الإلتحاق بالجيش فأنضم إلى مكتب الحرب السيكولوجية في كوريا إلى أن أنهى خدماته منها ثم عمل بالسعودية ضمن طاقم الأمن في مستشفى الملك فيصل التخصصي ,وما لبث أن عاد إلى بلاده ليخدم في شرطة نيوجيرسي , ثم شرطة نيويورك وقبض على العديد من تجار المخدرات وصادر منهم عشرات الأطنان ثم أصبح رئيسا لإدارة الشرطة الجنائية , وعين بعد ذلك مديرا لشرطة نيويورك حيث كان مسؤولا عن 40 ألف شرطي وميزانية سنوية 3 مليار دولار , ثم ذهب للعراق ليشرف على إعادة تأسيس وزارة الداخلية, وبعد عودته ومشاركته في حملة إنتخابات بوش الإبن , رشحه الأخير وزيرا للأمن الوطني فيكون بذلك مسؤولا عن 22 وكالة أمنية حكومية وميزانية سنوية قدرها 50 مليار دولار , تلك هي قصة " كريك" وهي ليست غريبة على شاب نشيط ومجتهد ولديه ضمير وحس وطني فمن جد وجد , وهناك قصص كثيرة في مجتمعاتنا لرئيس أو وزير أو مسؤول كبير أو رجل أعمال "هامور" مشابهة لقصة "كريك" , أصبح كذلك بعد أن كان عاملا بسيطا وفقيرا معدما في بداية حياته البعض منهم شق طريقه بالنزاهة والشرف والكثير منهم شقه بكافة أشكال الفساد ولن نتطرق إلى أسماء حتى لا نكون عرضة للمسائلة القانونية , لكن الغريب في تلك القصة هي أن "برنارد كريك" مع ذلك يقبع الأن في السجن بعد أن رفض القاضي والذي يعامله بقسوة أن يخلي سبيله بكفالة مالية لحين موعد المحاكمة .بل أنه ومن المتوقع أن يحكم عليه إذا ما تمت إدانته بالسجن لمدة 142 عاما , لماذا؟ ماهي الجريمة البشعة التي قام بها ؟هل سرق المليارات تحت مسمى المشاريع الوهمية من مشاريع الصرف الصحي ومصارف السيول إلى الكباري والجسور والطرقات والإستيلاء على أراضي الدولة أم بتهمة تحقيق الثراء السريع بعد أن رست عليه المناقصات والمشاريع بمئات الأضعاف من التكلفة وتنفيذها بأدنى المواصفات أم أنه هناك ثمة تواطؤ بين مرسي العطاء والمقاول والمشرف على التنفيذ , هل أعطى الأوامر بالبناء في مجاري الأودية والسيول , وتسبب في قتل وإصابة المئات من المواطنين وتدمير الآلاف من المركبات والمنازل ما هو شكل ذلك الفساد الإداري والمالي الذي إقترفه "كريك" ؟, تقول ال " بي . بي . سي " إن كريك متهما بتقاضي مبلغ يقدر ب 250 ألف دولار أمريكي بدون وجه شرعي , فليحيا العدل وليحيا "كريك" .. فاكس : 6602228 02