** كان – موسم – الامطار في المدينةالمنورة لا يختلف زمناً عن موعده حيث تتحول الشوارع والاحياء الى اماكن تزدهي بتلك الامطار لا خوفاً ولا ارتباكاً مع غزارة تلك الامطار في تلك الليالي الشاتية، فكانت الاحياء المشادة بيوتها بالحجر واللبن والطين اكثر صموداً امام تلك الزخات من الامطار، وكان ذلك الرجل العجوز في حينا – عم حسن عايض – تراه يحمل – مسحاته – ويدق الابواب باحثا عن أي سقف قد لا يكون صامداً تحت وابل الامطار ليقوم "بإصلاحه" في رضا بل وغبطة منه رحمه الله، كانت شوارع – المدينةالمنورة – لا تشكو ركوداً للمياه فيها ولا نعرف أين كانت تذهب تلك المياه الغزيرة، كان للامطار مواسم فرح ورضا لا خوف وهلع. كانت تلك الازقة والشوارع – الترابية – في معظمها قادرة على امتصاص تلك المياه وكانت المباني الطينية اكثر صلابة من كثير من منازل هذه الايام التي لا تكاد ان تهطل قليل من المطر حتى "تتكركب" عاليها سافلها. ان ما حدث في "قويزة" كان نتيجة اخطاء ارتكبت على مدى سنوات ونرجو ان تصل اللجنة المشكلة الى تحديد المسؤولية او ايضاحها مع وضع الحلول السليمة التي تحول دون تكرار ما حدث وذلك بتحويل مجرى السيول وهو أمر في الامكان تحقيقه! في ذلك الزمان ما كانت السحب تتجمع حتى ترتفع اصوات ابناء الحي الشعبي صائحة: يا مطره حطي حطي على قرنية بنت أختي بنت اختي جابت ولد سمته عبدالصمد او ذلك الصوت الذي يخرج مع بداية زخات المطر.. يقول في ترنيمة عجيبة: يا وردة صبت المطر يا وردة واحمد في السوق يا له من زمن ذهب كأنه لم يكن – رحم الله اهل ذلك الزمان ورحم أحمد ورحم وردة ورحمنا واسعدنا بعدهم.