يحتفي العالم بأسره باليوم العالمي للملكية الفكرية في كل عام مستذكرا ومقدرا ما أنتجه العقل البشري من اختراعات وابداعات أو كتابات (أدبية أو فنية)، أو اسماء او رموز أو صور، من ذلك نجد أن الملكية الفكرية تشمل كل تفاصيل حياة الانسان من مشاهدة التلفاز او سماع الاخبار في الراديو أو سماع الاغاني المسجلة وقراءة الصحف والمجلات والكتب، أو تنقلاته او حتى اتصالاته سواء بواسطة الهاتف العادي أو من خلال الانترنت، ونواحٍ أخرى عديدة لا مجال لحصرها يتم استخدامها يوميا بشكل تلقائي دون التفكير بحقوقها او بكيفية وصولها الينا، وبالشخص او الاشخاص الذين عملوا على اختراعها وتوفيرها لنا على مرّ السنوات. أما بالنسبة للملكية الفكرية فهي تنقسم إلى قسمين رئيسيين: الملكية الصناعية، وهي كل ما يتعلق ببراءات الاختراع والعلامات التجارية والرسوم والنماذج الصناعية والبيانات الجغرافية، وملكية ادبية وتشمل المصنفات الادبية مثل: الروايات والشعر والمسرحيات والافلام والمصنفات الموسيقية والمصنفات الفنية والرسوم واللوحات والمنحوتات وتصاميم الهندسة المعمارية. كما تشمل ايضا الحقوق المجاورة لحق المؤلف وهي حقوق فناني الأداء مثل الممثلين والعازفين في أدائهم ومنتجي التسجيلات الصوتية وحقوق هيئات الاذاعة في برامجها الاذاعية والتلفزيونية. ومن خلال حماية حقوق الملكية الفكرية وبخاصة حق المؤلف والحقوق المجاورة تقوم لحماية هذه الانجازات والابتكارات في جميع المجالات وخاصة المجالات التكنولوجية والثقافية، مما يشجع على ظهور نوع جديد من الصناعات المرتبطة بها ألا وهي الصناعات الثقافية "الأدب، الموسيقى، الفنون، برامج الحاسوب، الأفلام". وبما ان جيل الشباب هم الفئة الأكثر تأثرا بالتكنولوجيا والابتكارات والاختراعات الحديثة، فقد ارتأت دائرة المكتبة الوطنية ان يكون احتفالها استمرارا لحملة التوعية التي اطلقتها العام الماضي بحيث يتم توجيه الجزء المكمل لأبنائنا الطلبة من خلال نشر وتوزيع عدد من الملصقات المتعلقة بهذا الموضوع داخل الحرم الجامعي في جامعاتنا الزاهرة. يضاف إلى ذلك تنظيم العديد من الندوات وورش العمل المتخصصة بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية "الرايبو" ولدى الدائرة العديد من الخطط والبرامج والانشطة الهادفة إلى دعم النتاج الوطني وحمايته والمحافظة عليه. وبهذه المناسبة فإننا نؤكد على التقيد التام بما جاء في نظام حماية حق المؤلف تعزيزا للمكانة الدولية التي تحظى بها المملكة العربية السعودية في مجال سن وانفاذ الانظمة الخاصة في هذا المجال، كما ان التعاون والتنسيق الذي يقدمه المعنيون بتنفيذ النظام يعتبر من أهم عوامل النجاح في محاربة القرصنة والاعتداء على حقوق مبدعينا وفنانينا، والأهم من هذا كله هو تعاون اصحاب الحقوق انفسهم في الدفاع عن حقوقهم.