على الرغم من تشكيل عدة لجان وهيئات لتخطيط وتطوير مكةالمكرمة إلا أن جميع ما تم حتى الآن مجرد اجتهادات متضاربة مما جعل مسألة تخطيط هذه المدينة مفتوحاً للاجتهادات، وكل جهة تخطط وتنفذ وكأن عدة مدن في مدينة واحدة حيث لا رابط بين مشروع وآخر سواء كان خاصاً أو عاماً، فقد تجد جهة تمد الصرف الصحي والمياه في منطقة من المناطق فيما تعمل جهة اخرى بتنفيذ هدم في تلك المنطقة فيُنفذ المشروع ثم يُهدم أو رصف شوارع ثم هدمها أو توصيل خدمات لمنطقة من المناطق العشوائية فيتم اعادة تخطيطها أو تنفذ جسوراً ثم يتم اكتشاف عدم فعالياتها أو ارتباطها بالطرق والجسور الأخرى وتُزال بلا تخطيط إنما فقط لمعالجة مشكلة آنية قد تنشأ منها مشكلة أكبر منها، لذلك ظلت مكةالمكرمة منذ نحو خمسين عاماً أي منذ دخول شركة واطسون في الثمانينيات الهجرية لتنفيذ مخطط عام بمكةالمكرمة وطرحت اجتهاداتها في حينه والمدينة المقدسة لم تحظ بمخطط عام ثابت ومعتمد او تخطيط يليق بها لعشرات السنوات بل ظلت محل تجاذب واجتهادات متعددة بل إن هذا الأمر نفسه ينطبق على المشاعر المقدسة التي من المفترض أن ترتبط تخطيطياً بأم القرى ولكن ما يحصل ان مشاريعها التي نفذت والتي تنفذ تجعلها وكأنها تبعد عن مكةالمكرمة مئات الكليومترات وأنه لارابط بينها وبين العاصمة المقدسة ويجعل التخبيط في التخطيط في الوقت الذي يستمر التمدد العشوائي في داخل المدينة وفي اطرافها وبعد ان كنا نشكو من ثلاثة عشر مخططا عشوائياً في أم القرى اصبحنا الآن نشكو من ثلاثة وخمسين حياً عشوائياً داخل وخارج أم القرى والعدد مرشح للزيادة وهذا الأمر أدى ويؤدي الى صعوبة الحل وإذا استمر الأمر فإن الحلول قد تصبح مستحيلة وليست صعبة فقط فما هو الحل؟ الجواب: أن تكون هناك هيئة عليا. وان يكون من أهم أهداف هذه الهيئة وضع مخطط عام ثابت ومبني على أسس سليمة تحفظ المال العام والخاص من الهدر ولا يُسمح لأي استثناءات أو اجتهادات عند تنفيذ ذلك المخطط سواء بالنسبة للطرق أو الجسور أو الانفاق أو النقل العام أو الارتفاعات أو الحدائق أو الخدمات بما يقضي تماماً على التخطيط العشوائي الموجود في أم القرى، حيث تخطط كل جهة وتنفذ دون أي رابط يربط بين تلك المشاريع أو أي تنسيق بينهم مما نشأ منه من مشاكل وصعوبات عظيمة وبذلك تدخل العاصمة المقدسة في مرحلة من التخطيط المدروس المستقيم الذي يخدم مستقبل أم القرى ويوقف مانراه من تخبط في مجال التخطيط استمر نصف قرن بلا طائل ولافائدة. وقد دأب ولي الأمر حفظه الله على تأكيد حرصه واهتمامه بمكةالمكرمة وحسبه حفظه الله أنه قد تشرف بحمل لقب خادم الحرمين الشريفين وهو جدير بخدمتها ورفع شأنها لتصبح من أفضل مدن العالم تنظيماً وتخطيطاً وما ذلك على الله بعزيز.