كنت اكتب الحلقة الرابعة عن أبطال تركستان وجهادهم، وأنا أتصفح الذكريات مع الأخ السيد صالح اوزجان عضو مجلس النواب التركي عن اورفه وصاحب مجلة الهلال التركية ورئيس لجنة الصداقة السعودية التركية وعضو مؤتمر العالم الإسلامي والابن المقرب لسماحة السيد محمد امين الحسيني رئيس مؤتمر العالم الإسلامي وعضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي والكاتب والصحفي وسجين الانقلابات العسكرية، وهو الذي ترجم كتابي عن قبرص وكتب لائمة الفقه الإسلامي وعضو المؤتمرات الإسلامية وحمال (الأسية) يخدم الجميع بقدر ما يستطيع اذكره في رحلتي ألي يوغوسلافيه ورحلات إلى تركيا وقبرص واليمن فعلا كان يتحمل الكثير وسجن مرات ومرات وهو الذي يقول "نحن حافظنا على القدس والسلطان عبد الحميد خلع من العرش لأنه رفض بيع قطعة ارض من فلسطين لليهودي الذي أعطاه ورقة ليتنازل عن الخلافة " وإذا بالصديق الشهيد الحي من أبناء دير ياسين المهندس الفلسطيني الأميركي رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في أمريكا وكندا سابقا يرسل هذه الرسالة ونظرا لأنها تحمل الكثير أثبتها كمبعثها مع العديد من العناوين: الإيغور الحزين..الإيغور ؟! ما الإيغور ؟؟ قرأت كلمة الإيغور ولم أعرف لها معنى فقلت في نفسي ربما هي سيمفونية، أو ربما كانت كلمة إنجليزية، أو ربما مناسبة شعبية..تجاوزتها...لكن شيئاً ما جذبني لأعود إليها،،، لأعرف معناها كتبت الكلمة في محرك البحث وما هي إلا ثوانٍ وظهرت أمامي سطور متتالية تئن بحِمْل ثقيل: الإيغور شعب مسلم.. الإيغور شعب مسلم مضطهد معزول...الإيغور شعب يكافح من أجل المحافظة على هويته..الإيغور ثبات على الإسلام رغم العذابات... وغيرها وغيرها من تفاصيل تعجبت أين كانت عنا، ولماذا لم نسمع بإخوان لنا في العقيدة؟؟ وما إن تبدأ بالقراءة عن الإيغور حتى ترتسم في خيالك صورة الأجداد العظام على ظهور خيلهم يعبرون القفار والأنهار حاملين رسالة سماوية يقودهم القائد البطل قتيبة بن مسلم الباهلي، ثم ترى مَلِكاً عظيماً هو (ستوف بغراخان) نَصَرَ الإسلام حين آمن؛ لتؤمن شعوب الإيغور طاعة له.. ومن ثم تشم رائحة البخور والتوابل التي لطالما عطّرت طريق الحرير الذي مَرّ من هناك ليجتاز سور الصين العظيم طلباً لذاك الحرير في أسواقها العامرة. وإن تساءلت:أين يعيشون؟ ولماذا أضيفت كلمة "الحزين" إليهم؟ فإليك نبذة عنهم:شعب الإيغور يعيش في جمهورية تركستان الشرقية أو إيغورستان التي تقع تحت الحكم الصيني حالياً، تعادل مساحة تركستان الشرقية ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا، وتشكل خُمس المساحة الإجمالية للصين، تحدُّها منغوليا من الشمال الشرقي والصين شرقًا وكازاخستان وطاجكستان شمالاً وغربًا، والهند وباكستان والتبت وكشمير جنوبًا. وتضم تلك الأرض بين جنباتها صحراء "تكلمكات" المعروفة " بالمهد الذهبي للحضارة الإنسانية"، ومتنزهات "التون داغ" الطبيعية التي تعتبر جنة من جنان الدنيا، وطريق الحرير وهو الجسر الذي طالما ربط قارة آسيا وأوروبا، وبحيرتي "طانري" و"بوغدا" وهما من أجمل البحيرات في العالم، كما أنها تحوي العديد والعديد من الآثار القديمة للحضارات غير المكتشفة. ارتفعت بلاد الإيغور في النواحي الحضارية لا سيما في عهد "هارون بوغراخان" حفيد الزعيم ستوف بغراخان) السالف الذكر، وكانت أوقاف المدارس تشكل خُمس الأراضي الزراعية، وقد سُمِّي القائد هارون (شهاب الدولة وظهير الدعوة)، وكان ينقش لقبه هذا على النقود. استولت الحكومة الشيوعية في الصين على تركستان عام 1949 لتغير اسمها بعد ذلك إلى إقليم "كسينجيانغ"أي الأرض الجديدة. ويضم الإقليم 86 مدينة، يقوم الصينيون بإعادة تقسيمها وتسميتها، وتدار تحت مظلة الحكم الذاتي (اسمًا)، وتزعم الإحصائيات الرسمية أن العدد الحالي للسكان المسلمين هو 35 مليون مسلم، بينما عدد المسلمين الحقيقي في تركستان الشرقية قد تجاوز ال95 مليون!!! وتم تقسيم تركستان الشرقية إلى 6 مناطق.