حقيقة ما دعاني للكتابة عن هذا الموضوع الخطير ومقدمته كانت في الأسبوع الماضي إلا قضايا التكفير والطرد من رحمة الله لأنها قضية فعلا إن تركت الدولة الأمر فيها على الغارب ولكل أحد بدون ضوابطها الشرعية لما بقي على وجه البسيطة ناجي من تلك التهمة. ألستم معي في هذا؟ وكذلك الأمر لو ترك الحكم فيه لقليل علم يرمي بالحكم جزافا أو حتى لكثير علم يحكم بدون تحقق وتثبت لانقلب الأمر إلى فوضى تكفيرية وتبديعية وتفسيقية بناء على الأمزجة والتسرع في الحكم. والحمد لله الذي عصم دم المسلم على المسلم فقد قال صلوات ربه عليه وسلم (لا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض وكونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ههنا ويشير إلى صدره ثلاث مرات بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) رواه مسلم. حتى الظن أثمه الله والغيبة نهى عنها وحرمها عز في علاه (يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم) { 12 } الحجرات. وتغيير المنكر غير مطلوب باليد بل كل حسب مقدرته فلماذا تتبعون الفتن وتنسون الدعاء بهداية الأمة أليس ما تفعلونه فيه ضلال وإضلال ؟. وهذا لا يمنع أن تكون هناك غيره من المسلمين المؤمنين على محارم الله بل على الذات الإلهية وعلى نبيه ومصطفاه سيدنا وحبيبنا محمد صلوات ربه وربي عليه وسلامه وهذا مطلوب بل هذا واجب حتمي. ولهذا يجب أن تكون هناك ضوابط للتعامل مع كل من تسول له نفسه ويملي عليه شيطانه التعرض للدين الحنيف بسوء أو للذات الإلهية جل في علاه بإنقاص قدر أو عدم إجلال أو لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالباطل والبهتان. وهذا أمل كل مؤمن صادق غير راغب في تكفير الغير وغير راضي عن الكفر أن تتولى الجهات المسؤولة المخولة بذلك والمتحملة الأمانة في هذا الأمر الخطير أمام الله محاكمة المارقين والذين هم بالدين متلاعبون والذين هم بأحكامه مستهزئون فان كانت فعلتهم عن جهل بصروهم وان كانت فعلتهم عن إكراه حموهم وان كانت فعلتهم عن عمد أقاموا عليهم الحجة وحدوهم بشرع الله فقد صدق الله تعالى في كل قول وفي قوله (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم وكان الله عليما حكيما، وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذابا أليما) { 17، 18 } النساء. وبهذا يصح أن نقول " لا للتكفير ولا للكفر ". وبهذا نحارب الفكر التكفيري ونفتح باب الحوار والدفاع عن النفس ونغلق باب الشر والكفر والتكفير. وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجرا من أحد سواه. فاكس 6286871 ص. ب 11750 جدة 21463