قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا)النساء آية 59. يا من خرجتم عن الحق واتبعتم الباطل أليس مطلبكم رضى الله وقناعتكم بجنته حسب زعمكم وأنها توهب لمن يهب نفسه إلى الله عز وجل في علاه والى رسوله صلى الله عليه وسلم . فلماذا لم تطبقوا مضمون الآية الكريمة إن كنتم لرضى الله طالبين وأعطتكم الدولة متمثلة في ولي أمرها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله مهلة كافية لمراجعة حساباتكم لماذا لم تحتكموا إلى الله تعالى شأنه والرسول صلى الله عليه وسلم؟ أليس في الآية أمر برد الخلاف إلى ما انزل الله تعالى وقال به رسوله صلى الله عليه وسلم وعدم الطاعة فيها بطلان للعمل (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم) محمد آية 33. فكيف وعملكم لا يرضى به احد يخاف الله ويطلب جنته ويستعيذ به من ناره والمحزن في الأمر أنكم تعتقدون أن هذا رضى لله وطلب لجنته، والحقيقة أن هذه الأعمال ليست هي الطريق إلى الجنة التي يتمناها كل احد على وجه البسيطة لنفسه إلا من أنكروا البعث والحساب والعقاب . فلماذا استكبرتم؟ ألم تكن المدة كافية؟ أيروق لكم إراقة الدماء وقتل الأبرياء؟ هل هانت عليكم أنفسكم ووددتم خسران الدنيا والآخرة؟ لأن قتل المؤمن المسلم حرام والمسلم بريء في دينه إلا إذا أصاب دما حراما، أتريدون الحديث بالدين والشرع الحنيف إرضاء لله أم بالدم إرضاء للشيطان؟ . ألم يقل الله عز في علاه: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدون في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) النساء آية 56. ألم تفتح لكم الدولة الأبواب؟ وتم التنازل عن الحق العام وكثير من أرباب الحق الخاص كانوا قيد التنازل طلبا للأجر وكفًّا لإراقة الدماء. ماذا تعتقدون بعد انتهاء المدة سوف يكون؟ وهل بقلة عتادكم وعددكم وخروجكم عن طاعة الله أولا وأخيرا سوف تنصرون؟ واأسفاه على مدة انقضت وليس فيكم إلا اقل القليل الراشدين وهم من سلموا أنفسهم. ألم يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمل سيف من خشب في الفتن؟ فلماذا تشعلون نار الفتن؟ وكلي ثقة لو سلمتم أنفسكم لحاوركم العلماء في اعتقاداتكم الباطلة وثبت لكم بطلان عملكم وهذا واجبهم الذي سوف يسألهم الله عنه. والحمد لله الذي قصر دخول الجنة على رحمته ووسعت رحمته كل شيء والحمد لله الذي جعل ولوج النار بناء على حكمه وعدله وهو أعدل الحاكمين. لأنه والله لو كان دخول الجنة إذنه بيد البشر لما دخلها أحد. وأيضا والله لو كان ولوج النار بناء على حكم البشر لما نجا منها أحد.