ضحك صديقي وهو يستمع إلى ذلك الاستغراب الذي أطلقه أحد الأصدقاء وهو يستمع إلى حكايات غريبة وعجيبة بل ما يطلق عليها "بحكايات البلطجة" التي يستخدمها هؤلاء الذين لا يدفعون إيجار "الشقق" التي يسكنونها. حيث قال مستغربًا: كيف يمكن أن يستحل سكناه في بيت "مغصوب"؟ فكيف تقبل بالتالي صلاته وكيف يستحل فيه مأكله وشرابه ومنامه؛ وممارسة كل حقوقه في بيت لا يدفع إيجاره؟ ** ألا يعرف أنه لا تجوز الصلاة في مكان "مغتصب". لهذا كله راح صديقي يضحك من ذلك الاستغراب الذي اعتبر أنه خارج سياق الحياة التي نعيشها هذه الأيام. إن صديقي هذا من زمن البراءة والطهر ولا أقول من زمن السذاجة كما يحلو للبعض أن يصفوا ذلك الزمن البهي بهذا الوصف وهو الزمن المليء بالصدق والأمانة والحرص عليهما. إن عدم دفع إيجار السكن الذي بات متفشياً جعل البعض من الأصدقاء الذين يملكون عمارات للإيجار لا يؤجرونها على أي "سعودي" متذرعين بأن غير السعودي مقدور عليه بالضغط عليه وإجباره على الدفع في الوقت المحدد أو إخراجه من "الشقة" دون عناء أو الدخول في دوامة الشكوى، أما السعودي فهو يماطل ويزوغ فلا رادع يردعه؛ ولا عقاب يلاحقه ولهذا فهو مطمئن البال مرتاح الضمير، يدفع وقت ما يشاء أو لا يدفع أو يعطيك شيكا تجده بدون رصيد وهكذا، لهذا كله لا بد من تفعيل اللجنة التي شكلت ذات عام في الإمارة لتنفيذ استحصال الإيجارات من الساكنين المماطلين، وهذا ما يطالب به أهل العقارلإنصافهم من هؤلاء المراوغين المماطلين.