نسمع في هذه الأيام عن اشتياط أسعار الإيجار في العمائر السكنية بعد ما كانت في فترة سابقة متوازنة، ومتوافقة مع معيشة الفرد، ولكن المذهل هو التزايد المثير غير المرضي ولا المقنع! أحدهم يقول استأجرت أربع غرفٍ بملحقاتها ب24000ريال، والآخر يقفز على رقم جديد ذهلت للحديث، وحسبت أنه من باب الهزل فقط! ولكن بعد أن تفحّصته وجدته جليًّا لا يقبل النقاش.. أرقام فلكية تُسمع مَن به صمم. تنهدتُ لتلك المعمعة التي أجلّ أبطالها القناعات المتناقضة التي همّها الكسب قبل كل شيء، أو كما يقول صديقي أضحى الإيجار قبل الجار. نعم هذا الديدن نراه متفشيًا دون حسيب أو رقيب. فلم يصبح اختيار الجار المتسامح المتفاهم من الأولويات لبعض المؤجرين، المهم جار يدفع الإيجار مهما كانت أخلاقه، وأوضاعه؛ لذا انتهت الرأفة، وباتت لغة المال هي لسان التخاطب العربي الذي يجمعهم، فلم تعد هناك مساحات من الود والإخاء بين مستأجر ومالك، فتجد مخالطات بين سوء الظن، وطعونًا في الإخلاق ذلك كله من اشتياط الإيجار، فليتني استطيع أن أكبح جماحه، وأهدئ من روعته، وأعيد القلوب لودادها، وأنُهي غروره للأبد، وأقول له كل عشيةٍ مداعبًا (الجار قبل الإيجار). حمد جويبر - جدة