يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :"البر حسن الخلق ، و الإثم ما حاك في نفسك وخشيت أن يطلع عليه الناس". ولو أن بيننا هذه الأيام من لا يستحي أن يرى الناس عيوبه أو أن تنكشف أفكاره , إلا أن فينا من يتشدق بالمثل والقيم والشعارات فإذا ناءت نفسه بما فيها من قذارة لجأ إلى طرق ملتوية يتقيأ بها ما أتعبه فلا يشعر به أحد. و من ميادين السجال لدى هؤلاء الجبناء هي تلك المساحات التي أتيحت على الشبكة العنكبوتية ليحمل فيها الجبناء سيوف الدفاع عن الباطل . فإذا كانت الظلمة هي ستارهم الذي يهمسون تحته فبؤساً لهم . ومالفت نظري من القضايا التي وجدت في المواقع والمنتديات وحتى المدونات الخاصة مرتعا خصبا وجمهورا لا بأس به ,قضايا التعصب والعنصرية ، ولن أبدأ كعادتهم بأن أردد كلمة العنصرية ( القبلية ) فقد فاضت القلوب بعنصرية أكثر بغضاً من القبلية يتعلل أصحابها بالرد والدفاع عن وطنيتهم وانتمائهم ، ولا أعرف لها اسماً لأن أصحابها أصلا مجهولون يتخفون وراء الدعوة إلى نبذ العصبية بترديد الآيات والأحاديث الشريفة وكلماتهم تحمل في طياتها ما هو أشد سمية . أغطي وجهي خجلا من جميع هؤلاء من أبناء وطني الكبير ، وأرفع يدي في وجوههم لأقول : توقفوا . نعم ،لسنا في حاجة إلى عنصريتك يا ابن القبلية ،ونحن أيضا في غنى عن ردك أيها الآخر ، وكفانا سخافة ومضيعة للوقت لتشغلونا بأصولكم وبيوتكم . أعتقد أن الوطن في أمس الحاجة إلى أن نتكاتف لنحميه من قنابل موقوتة تصنعونها بأنفسكم في دهاليز سوداء بعيدا عن أعين العقلاء، تدافعون بها عن انتمائكم لشيطان العنصرية لتكتمل دائرة المؤامرة على سلامة مجتمعنا وأمنه . وإلا ؛ فاظهروا للعلن وقدموا سلعتكم التي تروجون لها في الخفاء،لنرمي بها في صناديق القمامة ، ثم تضرب أيديكم بمطرقة من حديد ، لعل في ذلك درساً لكم يعلمكم أن قيمتك الحقيقية كمواطن ؛ هي بقيمة ما تقدمه إلى الوطن الذي يحتويك ويقدم لك الحياة الشريفة ويوفر لك ما تتشدق بامتلاكه . ولو يكن الوطن العظيم على ما هو عليه من الشموخ، ما وجد أحدكم وقتاً يفاخر فيه بقبيلته أو بيته،في وقت نحن أشد ما نكون فيه عرضة للهجوم والمكائد من الحساد والطامعين الذين يضحكون على ما تقدمونه أيها ( المواطنون ) من مادة صالحة ومناسبة للتندر والسخرية تعج بها المواقع ويتراشق بها السخفاء . الجميل ومن غير المألوف في ذات الوقت ، أن بيننا من البشر الأوفياء من لا يحملون الجنسية السعودية ، بل هم مقيمون ومع ذلك يحملون لبلدنا الطاهر كل حب ووفاء، وقدموا بشرفهم وجهدهم ما ساعد في دفع عجلة التقدم ، ويحملون بين جنوبهم انتماء أكثر مما تدعونه يا أصحاب العنصريات والعصبيات.