مدخل : الشيخ :وش اسم اللحية الغانمة ؟ الشاب :سكسوكة ! اليوم ينتشر الفخر القبلي والعنصرية القبلية بشكل كبير جدا وصحيح أن الفخر والارتباط بالقبيلة من مقومات الأصالة وصدق الانتماء والنبي صلى الله عليه وسلمافتخر بقبيلته ، و ربما كان الارتباط بالقبيلة اليوم في عصر العولمة و ضياع الهوية داخل أكوام القيم الهشة التي ترشها طائرات النت وقنوات الفضاء ضرورة ملحة لخوض الصراع الحديث على البقاء ..وندرك ما تفضي إليه العصبية القبلية من مواقف جاهلة وأحكام غير منصفة وتعاملات غير موضوعية ومظاهر غير حضارية وهذه مشكلة حقيقية ، لكن المشكلة الأعظم التي باتت تنهش أصالتنا وقيمنا الحقيقية من الداخل دون توقف .. مشكلتنا أن القبيلة أصبحت كفريق كرة القدم يشجعه الكثيرون بهوس ويجادلون في مبارياته وبطولاته لكنهم ليسوا ضمن الفريق ولا يملكون المشاركة في مبارياته ولا تحقيق بطولاته.. إنه ( الانتصار المهزوم ) أن نفخر بقيم لا نجهد للحفاظ عليها، وأن نعتد برجالات وفرسان لهم مواقف تاريخية في الكرم والعفة والأمانة ونصرة الحق والعفو وبر الوالدين والقرابة والجار وإجارة المستجير ووووو ومع هذا لا نتمثل مواقفهم وأخلاقهم .. اليوم صرنا نرى الشباب يلصقون وسم القبيلة على السيارة وهم يرتدون الجنز ويضعون مستحضرات تثبيت القذلة في جيوبهم وحقائب مدارسهم . ونرى الرجال حملة تاريخ القبائل المجيدة العريقة وهم يتسابقون لقاع الرجولة ويتحاربون من أجل التغرير بشابة ويتقاطعون لنفس السبب ويتنافسون في الإيقاع بأكبر عدد من الفتيات وربما تجدهم في المجالس يرددون : أحد ٍ يحاول بالردى بنت عمه واحد ٍ يحاول ستر عذرا عوانيه ألا يحق لنا في نهاية المطاف أن نترحم على بندر بن سرور ونردد قوله الخالد : ماني وانا بندر ببياع دمه يقطعك يابياع دمه ومهفيه والدم هنا هو قبائلنا الأصيلة وجميع قيمنا التي تعطي للدم لونه النقي وتبث الدفء في عروقه .. والسؤال الحائر : كيف يمكننا توظيف مشاعر الحمية القبلية الإيجابية في ترسيخ قيمنا القبلية الأصيلة ؟ كيف يمكننا فرمتة (الدنافس والخنافس)وإعادة برمجتهم على نبل القيم وقيم النبل ؟ وبس خلاص . كاتبةوشاعرة سعودية