المقصود بالإجازة نهاية العام الدراسي فهي الشغل الشاغل لكثير من الاسر والافراد وبدايتها ونهايتها المحور الذي تترتب عليه المواعيد وتعيين الاتجاه وتحديد أوقات الذهاب والعودة. الكل يستعد ويخطط لهذه الاجازة ومحطات السفر تختلف من اسرة الى اخرى فمنهم من يفضل قضاء الاجازة خارج البلاد وآخرون يفضلونها محلية، وكلنا يعلم أن السفر يحتاج راحلة وزاداً والرحلة في أيامنا هذه سيارة أو طائرة والزاد ليس طعاماً وزيتاً وبراً كما في الماضي لكنه المال وتوفير هذا المال يختلف من اسرة إلى اخرى فمنهم من يضع في حساباته هذه الاجازة منذ بداية العام فيكون التوفير والاستعداد دون ضغوط او ارتجال وغيرهم من يلتجئ الى البنوك للاقتراض الى اجل مسمى وبفوائد تثقل كاهل البعير وآخرون يبتاعون سيارة اوسيارتين بالتقسيط وبيعها بأقل من ثمنها لتوفير المال اللازم للاجازة وكل ذلك من أجل عيون الاجازة ويذهب كلٌ إلى وجهته. تنتهي الإجازة وتعود القوافل الى محطاتها بعدها تتسمع العجب العجاب عن اولئك الذين باعدت بينهم وبين مدنهم أسفارهم فمنهم مادح مبتهج وغيره قادح مختلج وآخر تكالبت عليه هموم الدنيا يفكر في سداد ما استدانه. المادح لسفره المبتهج لعودته هو ذلك الذي رتب اموره وقدر مصروفاته وخطط لرحلاته بعد أن أمّن من بداية العام احتياجاته المادية والعائلية أما ذلك القادح فقد عاد مفلساً متضجراً جُلّ تفكيره في ذلك المقدار المالي الذي سوف يتم خصمه من مرتبة عن طريق البنك فلا تسمع منه الا الذم والشتم لتلك البلاد التي سافر إليها وأنه تعرض إلى وإلى .. وصوت الحق يقول له لماذا يا ابن آدم تحمل نفسك ما لا تطيق والمثل الشعبي يقفز بين عينيه.. "مد لحافك على قدر رجليك" ومثله ذلك الذي تكالبت عليه هموم الدنيا فبعودته تنتظره عشرات الكمبيالات الواجب سدادها فقد ذهبت السكرة وجاءت الفكرة فالكمبيالات أمامك والسجن خلفك ولسان حاله يقول: الإجازة وقضيناها خارج البلاد مثل فلان وعلان وصرفنا ما حصلنا عليه بالدين لكي يقال علينا .. ماشاء الله عائلة فلان سافرت للخارج لقضاء الاجازة .. هاهي الإجازة انتهت وبقينا في قضايا هذا ما نراه ونسمع عنه في نهاية كل اجازة فهل من مدكر؟..