لي صديق ضليع في السياسة - على عكس محدثكم - أفنى عمره فيها، يعرف دقيقها وجليلها، مخبوءها ومكشوفها، يستفتح يومه ب(العربية)، ويختمه ب(الجزيرة)، التقيته قبل أيام، فقال كلاما كثيرا في الشأن السياسي وأحوال الدول أنسيت جله، ولكن بقي قليل منه راسخا في ذاكرتي إلى الآن وهو (الزبدة) قال فيه ما نصه: “هناك دول ذات أوجه، وهناك دول ليس لها إلا وجه واحد، فأما الدول ذات الأوجه المختلفة فالناس مختلفون في الحكم فيها، فمنهم مادح، وقادح، فأمريكا - مثلا - تجد بعضهم يوسعها شتما صباح مساء، ويجعل منها شماعة لمصائب الدنيا السياسية أجمعها، وتجد آخرين يطنطنون بفضلها نظير ما قدمت للحضارة الإنسانية في جوانب صحية وتعليمية وصناعية. وفي المقابل هناك دول ليس لها إلا جانب واحد، ومن هذه الدول إيران وإسرائيل، فإيران الثورة - على سبيل المثال - منذ ثلاثين عاما مضت لم تُعرف إلا بوجه واحد سلبي يتمثل في تصديرها للعمليات الإرهابية في الثمانينيات والتسعينيات، ودعمها - الآن - فرق الموت والأحزاب التي من شأنها إيقاد فتائل الفرقة والقلاقل والقلق، والعراق و لبنان خير شاهد ودليل، وهو ذات الوجه الذي يراه ثلث الشعب الإيراني ذاته الذي يقبع تحت خط الفقر، والأقليات التي تعاني الكبت”. ما قال به صاحبنا لا أملك إثباته أو نفيه؛ لذا أورده لكم - أيها السادة - بلا تعليق!