في الماضي كانت كلمة الشيخ تطلق ثقيلة وعلى من يستحقها كالشيخ العالم الديني "القاضي" أو شيخ القبيلة الذي يستمد مشيخته أباً عن جد فعلاً والذي كان همزة وصل بين الدولة وأفراد القبيلة. يرد جاهلها ويساعد المسؤولين على متابعة كل سلبي . وكل منحرف ، ويضع الدولة في صورة تصرفات كل أولئك في كل زمان وفي كل مكان بكل حزم وثقة واقتدار. وفي الوقت نفسه يدافع عن حقوق أفراد القبيلة ويمثلهم في المحافل الرسمية العادية إلى جانب تحقيق المطالب الإيجابية الشاملة. كل هذا بعكس مانراهم اليوم فقد اصبح البعض يسعى إلى تحقيق المكاسب الشخصية الخاصة باسم القبيلة فقط. ويتهرب عن العمل بالشروط التي جاءت به إلى مركزه "كشيخ للقبيلة". فقد أصبحت خفيفة وعلى لسان الجميع صادق، ومتهكم، ومجامل، ومتملق، بحيث يمكن إطلاقها على كل إنسان تاجر. إمام مسجد . مؤذن . رجل أعمال. عمدة . كل من أطلق اللحية. وقصر ثوبه. حتى لو كان شاباً أو متظاهراً. وقد بلغت الاحوال إلى أن بعض من يسعى لهذا اللقب لايرد على من لايخاطبه بالشيخ وفي الوقت نفسه قد يعاقب من لايقول ياشيخ. ممن حوله من الموظفين أو المستخدمين أو الاقارب. وهنا وفي رأيي أنه لابد وأن يوضع حد لهذا اللقب ويعاد النظر فيه ولمن يمنح فالمشيخة توهب ولاتطلب وليس كل من تمنى أو ألصق بنفسه غير ما فيها أو ما يستحقه مجاب. كما هو متعارف عليه . والمشيخة أو كلمة ياشيخ ليست لكل الناس. فقط لعالم جليل نزيه عادل يُحَكّم قانون السماء على من في الأرض بكل صدق وأمانة. أو شيخاً أساسي للقبيلة وقد نذر نفسه لخدمة الواجب بكل كرم وشجاعة وحُسْنُ خُلُق ثم فتح قلبه وبابه لحل مشاكل من حوله في كل الظروف وقدم ذلك على رغباته وحاجاته الدنيوية. والشخصية. أوجد الله أمثال أولئك في هذا الوطن الحبيب تحياتي"