صالح الشيحي - الوطن السعودية كتبت عن ظاهرة الشيوخ الجدد، أولئك الذين يزاحمون الناس على الكراسي الأولى أثناء أي حفل.. ولا يستحقون أن يحملوا لقب شيخ إن كان لهذا اللقب معايير حكومية! مثلا حين نعرف أن فلاناً شيخٌ نجد أن جميع أبنائه وأبناء أبنائه وأبناء عمومته شيوخ! فعلاً: هل كل من حاز والده المشيخة يصبح هو شيخا؟.. حتى وإن كان تاجر مخدرات أو "صايع ضايع".. أو عاطلا.. أو ما يسوى "نص ريال"؟! الظاهرة ننفرد بها دون شعوب العالم قاطبة دون وجود رادع.. وتستحق أن تتم دراستها فعلاً.. وبدأت تستفحل في مناطق القبائل كتبت عام 2004 أنه في بعض المجالس تفاجأ عندما يتم التعريف بالموجودين أن هذا الشيخ فلان الفلاني، يقفز أمامك السؤال: "هه!! متى صار شيخ؟!" هذا الشيخ أبو فلتان.. وهذا الشيخ أبو الفلافل، وهذا الشيخ خيار باللبن.. يرفع صاحب الدعوة صوته: هذا طال عمرك الشيخ "قشطة بالعسل"، شيخ منتجات الألبان المستوردة من الدنمرك! لابد أنك تمر بلحظة تاريخية حاسمة، فأنت ستصافح الشيخ قشطة، بذاته وطعمه اللذيذ وبياضه وطراوته المتماسكة، تتظاهر بالفخر وترفع صوتك قائلاً: "والنعم بالشيخ قشطة، حمولةٍ طيبة"..!! لتتواصل مسرحية (مشيخة الخرط الفاضي): هذا الشيخ فول قلابة شيخ مشايخ الفول المحلي والمستورد وهذا ابن عمه الشيخ فول جرّة، وهذا نسيبهم الشيخ فول سادة! وهذا الشيخ جبنة حلّوم.. عمّه الشيخ جبنة بيضاء، وخاله الشيخ جبنة موزريلا.. يعني ماسكا المجد من أطرافه!! وهذا الشيخ حليب بالموز حضر نيابة عن والده الشيخ حليب خلفات!! أكرر مطالبتي بمحاسبة كل هؤلاء (المتمشيخين) وإحالتهم لوزارة الصحة لعلاجهم من هذا المرض، ومن ثم إحالتهم للرئاسة العامة لرعاية الشباب لتوزيعهم في الملاعب أثناء المباريات لجمع الكور، وكل كورة بريال، بدلاً من تزاحمهم عند أبواب الجمعيات الخيرية! ما تجتمع مشيخة وطرارة!!.