التفاؤل والتشاؤم "صفتان" متلازمتان ببني البشر تجد أحدهم.. ضحوكا.. بشوشا.. مستبشرا.. اذا توجهت اليه بالكلام.. جاءك قوله.. سهلا.. لينا.. مفيئا.. مشرقا. وآخر من الناس "اي المتشائم" تجده للأسف عابسا مقطبا حاجبيه.. اذا توجهت اليه بالكلام ولو بحسن نية.. صب جام غضبه على الحياة.. وعلى من فيها من حجر وشجر وبشر! وقال لك وبصوت جهوري.. انتبه.. انتبه .. احذر .. لا تصدق ما يقاااااال و..يسمع .. ويردف وأسنانه تصطك ببعضها قائلا: هذه الانوار التي تراها والكلمات الطنانة التي تسمعها انما هي خداع للنظر وأصوات خادعة.. اعلاها الرحمة وباطنها عذاااب. والناس الذين تقابلهم وتراهم يضحكون أمامك ويبهرك حديثهم "المعسل" الفضفاض.. انما هم "اعداء" للحياة واهلها فهم يحملون خناجرهم المسمومة خلف ظهورهم فحذار وكن منهم على حذر واحتياط قبل ان تطيح الفأس فوق الرأس! وقد اعذر من أنذر.. والصفتان المذكورتان "التفاؤل والتشاؤم" هي محط انظار كل البشر وحال بعض البشر لا مناص من الاعتراف بأنها موجودة شئنا أم أبينا؟! والانسان اي "انسان" مسير لا مخير.. ولكن هذا الانسان عندما يتمكن من مركز ما - او جاه ما - او ماااااال ما... يظن.. وبعض الظن اثم.. أنه امتاز بذلك لأنه الأكفأ.. والأفهم.. والأحق.. وإذا تساءلت "ببراءة" لماذا لا يشمل هذا العطاء الوفير انسانا آخر وربما آخرين.. جاءك الجواب مجلجلا.. انه يا صاح.. النبوغ .. والعبقرية.. والذكاء.. اجل انه الاحق .. وما في البلد غير هذا الولد!! وهو نتيجة لكل هذه المسببات!! فهو احق بذلك لأن "فلانا" مثلا غبي لا يفهم.. جاهل لا يقرأ.. سيء الحظ لا يستحق شيئا .. سوى ما هو فيه من تأخر وجهل. وكل هذه الأسباب انما هو تصرف شخصي وادعاء باهت.. من انسان فقد "التوازن العقلي" والإ لكان ادرك ان كل انسان ميسر لما خلق له. والله وحده - جل شأنه وتقدست صفاته - بيده مصير كل شيء وهو خالق كل شيء فلماذا نتشاءم او حتى نلوم انفسنا وتوسعها تقريعا وتعنيفا..؟ وليس معنى ذلك.. أن نغلق على أنفسنا الأبواب ونعيش في الظلام الدامس ونوهم انفسنا بكل انواع المهانات.. ولكن علينا ان نسعى بكل جد ومثابرة للبحث الدؤوب عن ما يرفع شأننا ويعلي مكاننا. "من يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب". ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا.. وهب لنا من لدنك رحمة وصدقا واستعدادا على الدوام.. بأن الله - جل شأنه - في علاه هو المطلع وهو المدبر وما شاء كان.. وما لم يشاء لم يكن. ودعوا التشاؤم جانبا.. دعوه.. دعوووه. يا أمان الخائفين وحسبنا الله ونعم الوكيل جدة ص.ب 104225