خلال الفترة من بداية شهر رجب وحتى نهاية شهر المحرم يتوجه الناس من كل حدب و صوب من داخل المملكة العربية السعودية ومن كل دول العالم إلى مكةالمكرمة أولا لأداء العمرة وثانيا لأداء فريضة الحج إلى العاصمة المقدسة إلى البيت الحرام والمشاعر المقدسه ومكةالمكرمة تفتح ذراعيها لإستقبالهم تحيطها فرحة أهل مكة وساكنيها ورعاية حكومة المملكة العربية السعودية بإقامة المشاريع المختلفة التي تخدم أهل مكة وزائريها معتمرين أو حجاج ومن يشاهد المشاريع العملاقة يعرف حجم المليارات التي تصرف عليها.. ولكن ماتقوم به الشركات من أعمال والبطء الشديد في التنفيذ حتى ليخيل للمتابع أن العمل يسير بالتصوير البطيء فمعظم الشوارع مفتوحة بطونها ولم تغلق بعد ولا أظن أنّه تم التعاقد مع شركات صغيرة لأن هذه المشاريع تحتاج إلى إمكانيات ضخمة وليس الى بضعة عمال وحفار وممهد وساعات قليلة من اليوم للعمل فلا مجال لذلك ولابد أن يتم العمل على مدار الأربع وعشرين ساعة فماتقدمه الحكومة من تساهيل ومبالغ مغرية لايوجد مثيل لها في العالم ويوجب وضع شروط جزائية تنفذ بلا مجاملات أو تسامح لأن مصلحة البلد أهم من هذه الشركات مهما كانت والوضع في مكةالمكرمة يختلف عن غيره من المدن ونحن الآن في بداية شهر شعبان وبدأت مكة تزدحم بالمعتمرين القادمين من داخل المملكة ومن خارجها ولا زالت الحفريات كما هي تعيق حركة السير وراحة العابرين ...!!! الذكرى الحسنة الموت يغيّب الجسد تحت الثرى وهي النهاية الحتمية لكل كائن حي مهما بلغت سنوات عمره عديدة أو قليلة وبالنسبة للإنسان لاتبقى إلاّ ذكراه حسنة كانت أو سيئة وساعتها يبدأ الحساب الحقيقي ليس فيه مجاملات ولا واسطة إلاّ عمله وما أسرف في دنياه والغريب أنّ كثير من الناس تشغله أمور الدنيا وشهواتها عن التفكير في يوم الحساب فتراه مستبدا ظالما يأكل حقوق الآخرين وترتسم الضحكة على منظر أشلاءهم وآلامهم وأوجاعهم لايرحم ويتشفى بما يحدث لهم بسببه ويتفاخر بماجنت يداه ودبّر عقله ونفذ أعوانه غير مبال بيوم الحساب والعقاب يوم لا ينفع مال ولابنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم فلا جاه ولا أعوان ولا مساعدة من شيطان فقد ضمير الإنسان ..ألا نتعظ يا إنسان قبل فوات الأوان .. حسبنا الله ونعم الوكيل هذه الجملة التي تقال من شخص مظلوم لاحيلة له إلاّ التوجه إلى الله سبحانه وتعالى فينطق بها بحرقة أمام من ظلمه ألا يعرف هذا الظالم معناها وماتنطوي عليه ألا يعرف أن هذا الشخص قد ترك كل الدنيا وما عليها من بشر وتوجه إلى الخالق وحده يرمي بحموله وهمومه وشكواه على بابه ويوكله في أخذ حقه من ظالمه وهو رب العالمين الذي لاتخفى عليه ماتكنه الأنفس وما في الضمير .. يقول الشاعر:- إلى الله أشكو ولاأشكو إلى أحد وكيف يشكو إلى الإنسان إنسان مكةالمكرمة جوال /0500093700