كل شيء في الدنيا يحتاج إدارة ابتداء من إدارة نفسك لنفسك، إدارة عائلتك .....الخ، جميع الأعمال بمختلف أنواعها تعتمد على الإدارة ولذلك نشاهد المديرين بمختلف تخصصاتهم ومراكزهم. الحيوان لديه بعض قليل من مهارات الإدارة الفطرية وينقصه الكثير من الإدارة التطبيقية مما عرف الإنسان بفكره، لأن الإدارة تحتاج فكراً وتفكيراً، تخطيطاً، تنفيذ مع متابعة وهذا ما لا يتوفر للحيوان. كرم الخالق الإنسان بنعمة الفكر ولذلك أعطى صلاحية ومسؤولية الإدارة بل الخلافة في الأرض ليستغل مواردها وبالتفكير الإداري سوف يهتدي الإنسان إلى مافيه الخير له وللمكان و الزمان، فإذا ما استغل هذا الإنسان نعمة التفكير سوف يقلب ما قد يقال عنه المستحيل إلى شيء يصير. بفكر الإنسان وحسن الإدارة تحولت دول صغيرة الحجم والتعداد وآخرى فقيرة الموارد والعتاد إلى إمبراطوريات، كذلك بفكر الإنسان وسوء إدارته يتحول أضخم كيان ليصبح من حكايات الزمان. كلها تحدث من خلال الإنسان ويشترك فيها فكره ولكن تختلف في كل حالة طريقة الإدارة لأنها كالسيارة قد تحميك من خطر وتوصلك إلى مبتغاك أو قد تكون سبب الضجر وتأخذك إلى منتهاك. الإدارة اعتبرها المنظم التشغيلي للحياة سواء على المستوى الفردي أو الجماعي، الخاص أو العام لأن الإنسان هو العنصر الأساسي للحياة ولذلك نستطيع أن نشاهد بوضوح تأثير حسن أو سوء الإدارة على كل المستويات. يقول الأستاذ الكبير بيتر دراكر Peter Drucker الذي يعتبر مقدام المتقدمين في علم الإدارة، "إن علم الإدراة مهمة، وهي تدريب. لكنها أيضاً الناس. فكل تحصيل في الإدارة هو تحصيل مدير، وكل فشل فيها هو فشل مدير". العالم المتقدم أصبح يعي معنى وقوة تأثير العمة الكبيرة الإدارة، فتجدهم منضبطين متطورين متحمسين ومنتجين. في العالم المتأخر تجد البعض يأخذ اسم العمة إدارة وكأنك ذكرت له اسم الشغالة فلا يعطيها أي اهتمام ويتعامل مع مفهوم الإدارة بشوية كبارة فتجدهم متأخرين غير منضبطين محبطين ونتائجهم جلها زي الطين. تعالوا نأخذ مثالا بسيطا يحدث أمام أعيننا في الدول التي لم تعرف أو تعترف بقوة ونفوذ العمة إدارة ونخصصه في الأندية الرياضية التي توحي أن مفهوم الإدارة لديها يعتبر شبه معدوم ولذلك استقرارها لا يدوم. النادي الرياضي يتطلب لإدارته توفر طاقم إداري محترف يطبق مفاهيم مهمة وعلى درجة عالية من التأثير، لأن هنالك إدارة أفراد، تخطيط وجدولة، تسويق، تشغيل، دليل أنظمة و إجراءات، حسابات، مفاوضات، استثمارات وغيرها من الأمور التي أصبحت كالهندسة لها قوانين و أسس لتطبيقها بناء على كل مكان حسب طبيعة النشاط. ماذا نلاحظ الأندية تفعل في هذه الشأن؟ تبحث عن المتبرعين للخدمة بدون مقابل في حين أنها تصرف عشرات الملايين على اللاعبين والمدربين ولا تعلم أنها بذلك تهمل أكثر أحجار الزواية أهمية والذي يسبب لها كثير من الخسائر المادية والمعنوية ويوجد نتائج عكسية يتم التعامل معها ايضاُ بعشوائية وينشط أسلوب الإدارة بالأزمات وتحرم الأندية والجماهير من البطولات مع توفر المليارات. الإنسان له حرية اختيار إدارة حياته الشخصية كيفما يشاء، ولكن عندما يكون المعني بالإدارة آخرين، منشأت، شركات وخلافه فيجب أن يكون القرار إلزامياً في اشتراط تطبيق أنظمة إدارية بواسطة مؤهلين مع تقديري لكل المتعاونين غير المتخصصين لكي نستثمر الملايين في إنتاج مواطنين و لاعبين مميزين. حسن الإدارة ينتشر كما ينتشر سوء الإدارة، فإذا أخذنا المثال التشبيهي السابق نجد أنه بتطور الأداء الإداري للأندية بالأساليب والوسائل العلمية والعملية الصحيحة سوف يتطور لا محال كلاً من الطب الرياضي، الإعلام، اللاعبين، المشجعين وكل من له احتكاك مع الأندية ومنسوبيها بما فيهم البيئة المحيطة بالنادي لأن العلاقة سوف تكون احترافية وليست ارتجالية. الإدارة تُدرس في الجامعات كعلوم ولكنها تُفهم للإنسان منذ الصغر لإدارة نفسه في كيفية اتباعه للنظام و إحترامه للإنظمة دون الحاجة إلى رقيب، وكان المفروض أن نكون نحن المسلمين أكثر شعوب الأرض إحترام للإدارة لأن لدينا دليل الأنظمة والإجراءات البشرية (القرآن) وكعرب خرج منا أفضل مدير عرفه الإنسان سيدنا رسول الله عليه وآله الصلاة والسلام، ولونظرنا للإدارة نجدها بالبلدي وسيلة لتعامل الإنسان مع الإنسان وديننا الحنيف دين معاملة، ومن شطارتنا لم نحترم العمة إدارة كما علمنا الدين وطنشناها عندما تطور بها الآخرين.