عندما تكون لديك مختلف الموارد التي تستطيع تطوير أي مجتمع وتجد أن عجلة التطوير لديك بطيئة، فأنت حتماً تعاني من آفاة مزمنة تؤثر على مقدراتك فتحد من الاستفادة منها بل تحولها إلى أدوات تخلق معاناة وتسبب الإحباط, ,عندما نشاهد خبرا رسميا من معهد الإدارة يفيد بأن هنالك ستة آلاف مشروع تعثرت بسبب البيروقراطية يصاب الإنسان بصدمة لأن السبب هو تلك السيدة العجوز مدام بيروقراطية والتي لا يظهر عليها كل هذا الإجرام وهي في سن متقدم وتنام على سرير متحرك عليه حامل مغذٍ وريدي.هذه العجوز الشمطاء التي تسبب لنا مصائب كبيرة وكثيرة كدولة وأفراد تسمي في علم الإدارة (Bureaucracy) وهي نظام إدارة المكاتب الذي قد يُطلب في بعض إجراءات الإدارة العسكرية والمالية والتي تطوره مع تطور وسائل الاتصال والمعالجة الإلكترونية، للأسف يوجد لدينا نظام مكاتب بيروقراطي قديم لعمل مدني يتعامل مع الجيل الجديد في العصر الحديث تطور بشكل طفيف وتفنن البعض في تأصيله لاستخدامه تحت باب سد النوافذ ليدخل الفاسد من الباب. عندما نتحدث عن البيروقراطية الضارة فنحن نتحدث عن منطقة متشعبة ومنتشرة في مختلف الوزارات والقطاعات العامة وقد وصل الحال لدينا للقطاع الخاص، ولذلك يصبح من المستحيل على وزير أو مسؤول مجتهد أن يعالجها في مكان مسؤوليته منفرداً لأن التعطيل من خلال نفس العجوز سوف يحدث لدى جهات أخرى دائمة الارتباط بعمله، فلا يقوم بفعل شيء بل يصاحب هو ايضا السيدة المتسلطة بدلاً من محاربتها بدون جدوى. لهذا يجب أن تكون الإرادة جماعية في ترويض مدام بيروقراطية الأمر الذي يحتم انخراط رأس التنظيم في كل وزارة أو قطاع في متابعة يومية لمراحل تطور المشاريع منذ أول لحظة إلى أن يتم التشغيل أو الانتهاء من خلال مختصر يومي (Daily Briefing ) عن المشاريع والأداء العام ويكون هذا بعلم جميع العاملين العارفين بأن تعطيل تقدم الإجراءات بدون أسباب جوهرية يُتفق عليها، سوف يجعل المتسبب عرضة للعقاب الصارم لأن نتائج إهماله باهظة على الوطن والمواطنين وتخدم الفاسدين. عندما يساء استخدام أنظمة وقوانين بأبشع صورة وفي مواقع لا يتناسب معها هذا النظام، سوف تكون النتائج فادحة بحيث يستغل البلطجي رتابة النظام الذي تتفشى فيه البيروقراطية بحجة أنها من النظام فيكسر بها العظام، وينتشر الظلم لأن الظالم يعرف أنك لن تزيد خسائرك بملاحقته التي تصبح مع الهانم يائسة، يخفض المقاول من المواصفات ويأخذ المليارات وهو على يقين بأن حبال النظام وصداقته للمدام إياها سوف يجعل معرفة الحقيقة لا تظهر حتى في الحلقة الأخيرة لمسلسل مدام بيروقراطية. نستطيع تطوير كل هذا وذاك إذا ما وجدت الإرادة الجادة والأنظمة التي يُتابع تفعيلها، نستطيع الوصول بالأداء لدرجة تجعل المواطن يلمس الفرق الذي تحدثه البيروقراطية له وللوطن عندما تُطلق هذه الزوجة المتغطرسة، طبعاً نحتاج ايضاً لمتابعة السلطة الرابعة لتوضيح القصور، بس النصف مليون تقسم الظهور. عضو الجمعية العالمية لأساتذة إدارة الأعمال – بريطانيا