** التعصب ما دخل في أمر إلا "شانه" وهو من الخصال الذميمة التي لا يقرها "عقل" ولا يقبلها منطق وهو دلالة على قصر الفهم وضيق الأفق وحجر على الآخر. والتسامح ما دخل في شيء إلا زانه وهو دلالة على صفاء النفس ورفعة الخلق وطيب المنحدر.. وجمال الطباع ونقاء الأريحية. والتعصب أنواع وأشكال فلا منطق له، وصاحبه ينهج ذلك القول الغريب والعجيب "عنز ولو طارت". وهو بهذا المفهوم يكون ضد طبائع الأشياء، فاختلاف الرؤية أو تباين الرأي لا يعني نهاية العالم فكم هو جميل أن يكون هناك اختلاف في البحث عن الحقيقة بُغية الوصول إليها فمبدأ رأي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب هو نقطة الالتقاء التي لابد أن نحرص عليها باستمرار. إن نظرة خاطفة إلى هذه الأنهر المندلقة عبر صفحات الكتب والصحف والمواقع الإلكترونية تكفيك بأن تعيش ذلك الخوف على مستقبل هذه الأمة التي يترصدها أعداؤها ليل نهار فهذا "الجدال" الذي نراه على هذه "القنوات" المختلفة ما هو إلا نتيجة لذلك التعصب للرأي ورفض قبول الآخر، وكأن الواحد فيهم مَلَكْ ويُملك وحده الحقيقة مع أن للحقيقة أكثر من وجه، وأكثر من تفسير، فلا يمكن أن يحتكرها إنسان ما وإلا فإن هناك متسعاً من الأمر في أن تقبل من يختلف معك كما هو يقبلك دون غضاضة منه.