"1" التعصب ما دخل في شيء إلا "شانه" وهو من الخصال الذميمة التي لا يقرها عقل ولا يقبلها منطق بل هو دلالة على قصر في الفهم وضيق في الأفق وضحالة في المعرفة، والتسامح ما دخل في شيء إلا زانه وهو دلالة على صفاء النفس ورفعة الخلق وطيب المنحدر. والتعصب أنواع وأشكال فهو لا منطق لديه وصاحبه ينهج ذلك القول "عنز ولو طارت" لأن الرؤية عنده معدومة. فكم هو جميل أن يكون هناك اختلاف في البحث عن الحقيقة بغية الوصول إليها فمبدأ رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأيك خطأ يحتمل الصواب هو نقطة الالتقاء التي لابد أن نحرص عليها. "2" أين تلك الأزقة المتعرجة المشبعة بالرطوبة والتي تستدعي تلك الشخوص الذين كانوا يملأونها حياة وحيوية؟. أين تلك الرواشين بخصاصها التي كانت عيونا ترى ما يجري على ارضه تلك الازقة الترابية؟.اين تلك "الازقة" واين اولئك الصغار وهم يغبرون اقدامهم في ذلك التراب المتطائر : اين "شراب" الماء المغروسة في فتحات تلك النوافذ الخشبية؟. .. اين .. واين؟. "3" أمس أخذتني قدماي داخل ازقة العلوي والخاسكية وحارة الشام وباب مكة فكنت ارى العجب من بعض البائعين الذين لم ألمح مواطنا بينهم، اين ذهب اولئك الشباب؟.