.. ها أنت ياسيدي بدلاً من أن كنت كالسراب الكل يجري إليك وأنت تزداد بعداً ويزداد الآخرون تعلقا بك.. اصبحت أنت الذي تجري وراء السراب.. لا أدري لماذا ياسيدي خرجت من كينونتك؟! .. كان الكل يلهث خلفك .. يودون معرفة حياتك .. تفاصيلك .. طريقة تكفيرك .. كيف تستطيع الوصول الى ما تريد بسهولة؟! كيف تسطيع الدخول مع الناس؟! وكيف يمكنك التعرف على مختلف الشخصيات كبيرها وصغيرها؟! لايعنيك من يكون الشخص الذي امامك مهما تكن مكانته الاجتماعية أو العملية كانت .. بل كانوا يعاملونك بكل الاحترام وبالتساوي ..اليوم لم أعد أرى ذلك الوضع .. لقد اصبحت شخصاً ضعيفا.. فما الذي بدلك؟ . ها أنت .. كلما رأيت لمعاً ركضت خلفه .. يقودك عطش فقدان التوازن وتدفعك رغباتك العبثية إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه بعد أن كنت مهيباً اصبحت تهاب.. أين الطموح ؟! أين قوة الشخصية ؟! أين ذلك الفكر الجامح؟! حين لا يؤخذ إلا برأيك مهما كان ذلك الرأي.. كان الآخرون على قناعة بأن آراءك هي النهائية.. أين أنت اليوم من كل تلك الأيام؟! .. لقد أضاعك البحث عن السراب ..!! ترى هل كنت يوماً تعيب على أولئك الباحثين عن السراب .. بل هل كنت تشمت بهم ؟؟فإذا بشماتتك تنقلب عليك، تجد ربما من الذين شمت بهم يشمت بك أو يرأف بحالك .. أما كنت تدري أن الشماتة من ألد أعداء الإنسان وأن العامة يدعون للذين هم الآن في مثل حالتك ب " اللهم لاشماتة" !! خوفاً من أن ينقلب عليهم الحال.. ويصبح شمتهم شمتاً بهم . .. من التقويم: كان مجاهد ، رحمه الله، يقول : ثلاث يصفين لك .. ود أخيك أن تبدأه بالسلام إذا لقيته ، وتوسع له في المجلس ، وتدعوه بأحب اسمائه إليه. وثلاث من العي: أن تعيب على الناس ما تأتي، وأن ترى من الناس ما يخفى عليك من نفسك، وأن تؤذي جليسك فيما لا يعنيك.