صباحُ الخير أينَ أنتْ؟ هل نهضت؟ ومسحتَ عنكَ الشمسَ في لحظةِ إشراق أينَ أنتْ؟ غامضٌ، صحراء، أو ينهشُكَ الغياب، والضياع حاسَّةٌ سابعة. يتعاقب عليك شَبحُك في الليل والنَّهار... ومن صفاتك الآنَ اللاموجود. * * * كنتَ وفي كينونتكَ اهتياجٌ إلى ماضٍ بلا حسبان وكنتَ جسداً برائحةٍ لا وزن لها * * * ولم يكن ذاك المدى يتسعُ لبصرك. كالدّغلِ كثيف. نعم، أذكر لكَ جذراً صلباً يتّجهُ إلى البدايات ولهيبكَ لا يشفيه فيضٌ منَ الماء وفي كلِّ زوايا جسدك تمتلكُ قبضةً جاهزة تجتمع فيها كلُّ معاني الحبِّ والانتقام وكان لديك فاكهةٌ سخيّة ومنزلٌ مأهولٌ رخيّ ونافذةٌ حية مشرعةٌ على الحركة أمّا الكتب فلا أذكرها إلا مقروءةً بين ظلالِ شفتيك. * * * سقوطكَ علوّ ومن ذاتكَ كنتَ تصنعُ احتفالاً * * * لا حيلةَ تنفعْ إذا الأمرُ تعلّقَ يوماً بك... ولا حيلةَ إلا بك كشقوق في التّراب لا تداويها سوى سحبٍ ممطرة تحجبُ السماء يا ارتحالاً يُنسى كخِفّةِ الهواء...