اشعر بالحرج الشديد مع شيء من تأنيب الضمير بسبب تأخري جداً في الكتابة عن رمز من رموز الأدب والصحافة والثقافة غاب عنا منذ عدة اشهر كنت خلالها في ظروف مرضية صعبة شاءت ارادة الله أن لأشارك في الكتابة عنه ضمن العديد من الذين شاركوا وكتبوا عنه وهو يستحق اكثر من ذلك اذا عرفنا ان الفقيد علامه مميزة في مسيرته الصحافية والادبية بل لا اظن ان احداً لايعرف المرحوم عبد الله الجفري الذي وضع بصمته في منهة الحرف منذ بدأ الكتابه الى ان توفاه الله حوالى نصف قرن استطاع ان يثري الساحة الصحفية والادبية بكتاباته اليومية والاسبوعية والشهرية أ/ا مؤلفاته فقد كانت مصدر من مصادر الالهام للشباب والكبار خاصة وقد اطلق عليه أبو "الرومانسية" لدرجة كان المحببون يتداولون رواياته وكتبه سراً عندما كانت في الماضي القريب كلمة "الحب" يمنع تداولها. ويعاب على قائلها بالتحرر "وقلة الادب". كان عبد الله جفري انسانا رقيقا دمث الاخلاق مرهف الحس لاتسمع منه إلا كلمات الود والرومانسية والاخلاص والوفاء لكل من يعرفه والدليل على ذلك عطب قلبه الر4يق وتعرضه لأكثر من علميةجراحية اثناء حياته. لم يكن ابا وجدي سوى وحيد عصره ونحن نلتقي به براعم الصحافة ليعلمنا كيف نكتب الخبر الصحفي والتحقيق والروبرتاج ولازلت اذكر عندما كان مسؤولا عن التحرير في جريدة عكاظ وكنت قد بدأت خطواتي الأولى في عالم الصحافة في عام 1395ه كيف كان يوجهني ويرعاني وعندما شعر بميولي الاخبارية لم يتردد لحظة واحدة من سحب الاشراف على الصحفة الاخيرة في عكاظ من احد المتعاقدين عندما لاحظ انه يرمي أكثر محصولي الاخباري في سلة المهملات ثم اسند لي مهمة الاشراف على الصفحة الاخيرة وهو بذلك نصير لكل الكفاءات الصحفية السعودية لدرجة أنه ما كان يشعر ان هناك موهبة صحفية حتى يسعى لاستقطابها للعمل معه في عكاظ او في المكان الذي ينتقل للعمل فيه. إن عبد الله جفري مدرسة في كل شيء ولا أظن أن هناك عبد الله جفري أخر بعده وهو الذي ملاء الدنيا خلال حياته صحفياًوكاتباً متميزاً ومسؤولا تحريرا يؤمن بالأخذ بايدي المواهب وحسب علمي أن اكثر جيل الصحافة السعودية في الوقت الحاضر تعلم منه ميزه سواء كانت في الصحافة أو الادب او الاخراج وقد كانت صحفته السابعة في عكاظ من اميز الصفحات بين اقرانه في ذلك الوقت وقد اخرجت الكثير من المواهب التي تجلس أكثرها الان على كرسي الصحافة أنه مكتشف الكثير من المواهب الصحفية وليس هذا فقد بل يكتب عنها ويبشر بقدومها الى الساحة قبل ان تبرزاو تنتشر. إن الصحافة بموت عبد الله جفري فقدت أحد اركانها الذي كان ملئ السمع والبصر وسيظل كذلك على اعتبار أنه ترك ذرية صالحة والعديد من الكتب والروايات والقصص والمقالات الصحفية وياليت معالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبد العزيز خوجه يتبنى جائزة باسم عبد الله جفري تكون سنوية او على الاقل يطلق اسمه على احدى المواقع الاعلامية أو الادبية التي تمتلى بها الساحة الصحفية. أرجو ذلك..