يحق لنا أن نحلم لأن طموحاتنا كبيرة ولكن إلى متى وحلمنا يطول. نريد أن نكون نحن الأفضل لأننا دائماً نمني أنفسنا برؤية برَّاقة نفخر من خلالها فيصدمنا واقع يملأ قلوبنا حسرة ونحن نرى الذين حولنا يحققون أحلامهم واقعاً حقيقياً يسابقون الزمن ولا يرضخون لمعوقات التخطيط. نقرأ أحياناً ونسمع حيناً عن مشاريع حيوية فتملأ قلوبنا الفرحة وتشتعل فينا الآمال ولكن الأيام تمضي تليها شهور وتعقبها سنوات والتنفيذ لتلك المشاريع يمشي الهونيا وكأني بمن أوكل له عملية التنفيذ مؤمن بالحكمة التي تقول "مع المستعجل الزلل" والمراقب يبارك. نقرأ عن وعود ونسمع وعوداً أخرى ويطول الانتظار وتموت الاماني قبل أن ترى النور حتى ايقنَّا أن ذلك المثل الذي فحواه "وعد الحر دين" ما هو الا لغو كلام وإطالة أحلام وأصبحنا عند سماعنا عن مشاريع تنموية نتساءل عن عام الانتهاء لأن البداية مفتوحة الأمد. أحلامنا فاقت تصوراتنا والأمل لازال يدق أبواب الانتظار ونرجو أن ينصلح الحال لأننا صبرنا ومن صبر ظفر والقادم أجمل إن شاء الله. حَلِمنا طويلاً بازدواجية طريق "الهدا" والحمد لله تحقق. لكننا لم نفق بعد من حلم انتهاء طريق مكة - جدة القديم وها هي السنوات تتوالى وعملية تنفيذ الطريق تسير الهونيا ما نراه على الواقع لا يبشر بالانتهاء عما قريب. تتجدد أحلامنا برؤية الطريق الموازي "طريق الملك عبدالعزيز" واقعاً وحقيقياً ولكنها الوعود وعود البداية التي نسمع عنها ولا نرى أثرها. نحلم بأن تكون خطوطنا السعودية في مصاف شركات الطيران العالمية وبدلاً من السير الى الأمام ما نراه عكس ما نحلم به، المواعيد أسندت إلى "عرقوب" والمعاملة الفَضّة أصبحت عنوانا لموظف الخطوط. ونتمنى في أحلامنا أن تشدد الرقابة على شركات المقاولات التي تقوم بحفريات لجهات حكومية أن تصلح ما أفسدته والذي نراه ونلمسه ونعاني منه أن كل شركة تنتهي من عملها تترك لنا أثراً قبيحاً في شوارعنا يفسد علينا متع السير بمركباتنا والتي أصبحت زبوناً دائماً لورش السمكرة فأين الرقابة وأين الإخلاص؟. لاتزال أحلامنا تؤنسنا في مراقدنا من خلال هذه الأحلام ذلك المواطن الغلبان وهو يغادر إدارة حكومية ذات علاقة بأحوال المواطنين متبسماً ولسانه يلهج بالدعاء بعد أن أنجز مطلوبه بيسر وسهولة ودون مواعيد وتعقيدات وتزداد أحلامنا برؤية مواطني هذه البلاد وهم أمناء على تفعيل النظام واحترامه واختفاء معاناة من يعاني من معاناة الروتين والواسطة وفساد الذمم. العاملون في المدراس الأهلية معلمين ومعلمات واداريين واداريات لايزالون يحلمون بتعديل مرتباتهم الشهرية فقد ذهبت وعود وأتت وعود والحال كما هو عليه ولعل الحلم لا يطول، وآخر أحلامنا أن نرى كل فرد من أفراد هذا الوطن وهو ينعم بعمل شريف وسكن نظيف وخدمات منصفة غير جائرة وما ذلك على الله بعزيز. أملنا بالله كبير ثم بإخلاص من وهب حبه وقلبه لوطنه وأبناء وطنه خادم الحرمين الشريفين الذي سيحقق أحلامنا وتختفي عبارة "إلى متى نحلم" من قاموس انتظارنا.