تقول أحلام مستغانمي «الحب أن تسمحي لمن يحبك بأن يجتاحك ويهزمك ويسطو على كل شيء هو أنت» فهل هذا صحيح؟ هل للحب أن يجردنا من كل شيء هو نحن؟ من تفاصيلنا التي جمعناها عمراً لتصنع لنا هوية نعرف أنفسنا من خلالها.. ثم يأتي الحب ويطعم كل تلك التفاصيل للريح.. يجيء الحب ليعيد تشكيل ملامح الحزن والفرح والدهشة والانتظار والخفقة..! فتنقلب الحياة رأساً على عقب! هل يبدو هذا الشكل من الحب مغرياً؟ وهل يفترض أن يأتي بهذه الهيئة العاصفة ليكون حقيقياً؟ أليس للحب أن يأتي بدِعةٍ فيضيف إلى الحياة حياةً كما يتسرّب الماء إلى جذور الزهرة بسرية فتزهو وتبتسم للنهارات أليس له أن يغذي «أنت» هذه ويقوي جوهرها ويضيف إليها بدلاً من أن يعيد تشكيلها بحسب أهوائه الأنانية والمزاجية.. أو حتى يجتثها من جذورها أو «يسطو عليها» كما تحرض أحلام! نحلم بعاصفة وننسى أن العواصف لا تدوم! ونتجاهل أن الفوضى الجميلة التي تحدثها لا بد أن يصحبها خسائر مادية ونفسية وشخصية نلحظها حين ينتهي رولوكوستر الريح! نستجدي العواصف لتعبث في الروتين حتى لو حطمت الاستقرار في طريقها! يقترن الحب بالجنون، بالهزيمة.. وبالنهايات الحزينة.. لأننا نحب بعقد نفسية واجتماعية عميقة.. ولأننا نرى في السلام سأماً مستفزاً لتوتر أحلامنا المتصاعد! بينما يفترض بالحب أن يقترن بالرسوخ والسكينة بدلاً من الضلال والتطاير واللا اتزان.. بالانتصار للاحتمالات المضيئة في الحياة.. وللإنسانية التي لا تريد شيئاً أبعد من صلة الإنسان بالإنسان.. أجد نفسي مضطرة في مقالتي هذه لأن انتصر للحب من سمعته القديمة، لم يعد الحب سهماً ينطلق ف «يخترق» القلوب و»يدمي» النفوس.. بل أصبح خيطاً من الضوء ينطلق من الروح فتلامس بعضاً منها تلبست هيئة فلان! فلا يضطر أحدهما للتأكد من مناسبة هيئته إلا قلقاً معتاداً لدى العشاق عامة!