صور كثيرة كنا نرسمها ل (ليلة القدر) عندما كنا صغارا .. كنا نسمع من الكبار أوصافا لها ونتخيل بدورنا أشكالا كثيرة لهذه الليلة .. البعض من الأطفال كان يتخيل انشقاق السماء .. وخروج ضوء كثيف ووهج يضيء الأرض بسرعة البرق ولا يلحظ هذا النور الكثيف إلا المحظوظ من البشر ...وكنا نسمع أن من يشأهد هذا الضوء يجب أن لا يقول للآخرين عن ما شاهده .. وكنا نسهر طوال الليل نتأمل السماء في ليالي العشر الأواخر لعلنا نرى الوهج والنور .. كنا ننام في فناء المنزل ( الحوش ) فلا مكيفات و لا فضائيات .. عيوننا تحدق في السماء .. وكانت أحلامنا لا تتجاوز أحلام الأطفال .. كنا نتمنى أن نكون ممن رضي الله عنهم وان يوفقنا في النجاح في الامتحانات وان نحصل على العاب بسيطة وحلويات وان ندخل الجنة .... وكبرنا .. وكبرت أحلامنا.. أصبحنا نحلم بالوظيفة والسيارة والزواج .. وعندما تحققت هذه الأحلام تمنينا أن تتحقق أحلاما جديدة .. المنزل وهو أصعب الأحلام .. واختلفت الأحلام باختلاف ظروف كل شخص .. المال والمنصب والصحة ... واكتشفنا أن الأحلام البسيطة والشخصية يجب أن لا تكون أحلاما بل أمنيات طبيعية وهي اقرب إلى الحقوق الطبيعية لكل إنسان في الأرض .. الأحلام والأمنيات الحقيقية هي ما تهم الشخص والأمة كاملة .. أن نحلم بالجنة .. وهذه أعظم الأمنيات .. أن نبذل لها الغالي والنفيس وان ندعو الله ليل نهار ونعمل لها ليل نهار .. و الأمنيات الحقيقية التي يجب أن ندعو لها ليلة القدر هي أن يعيد الله للأمة مجدها وعزها ... دعونا ندعو الله أن يعز امة محمد علية الصلاة والسلام .. دعونا ندعو الله أن يصلح حال المسلمين وان ينصرهم على كل من يقف في سبيل رقيهم وتطورهم .. دعونا ندعو الله في ليلة القدر أن يفرح أطفال فلسطين مثلهم مثل أطفال العالم وان تعود لنا هيبتنا وعزتنا ولكل المسلمين في الأرض.. دعونا ندعو أن يحفظ الله بلادنا من كل شر وأن نصبح من ارقى الأمم وأن يوحد الله الأمة . خالد الشيخ