تناول فنجان قهوة في الصباح الباكر وأنت تستمتع إلى الرائعة فيروز وخذ رشفة وأغمض عينيك لبرهة ، سترى أحلامك القريبة منك تبتعد عن زاوية إلمامك بمفردات الحياة التي تعيشها . وكأنك سلطان تعدى به الزمان لأن يسكن قصره الذي لن يراه في واقعه أبداً . وخذ رشفة أخرى وأغمض عينيك ستجد أنك دخلت بعالم آخر وليس عالمك ( الخيالي ) الذي كنت تعيشه قبل بضع ثوان . تلك هي الأحلام لا تتوقف عند حين معين بل تأخذك من ( مدينة ) إلى أخرى ومن ( قصر ) إلى آخر . بعضنا يستغرق في أحلامه حتى ( يثمل ) وبعضنا يعيش تلك الأحلام لمجرد التغيير والترويح والرغبة في تحصيل جزء بسيط من التغيير في حياته . وبين الحلم والحقيقة ( نظرة ) سفر تأخذنا في رحلة طويلة ، وتعبر بنا إلى خارج حدود الواقع .وكل فارس لا يزال ممسكا ًبزمام بفرسه يعجز عن رؤية ( غبار ) يلاحقه في أيما إتجاه يسير ، فلو كان يعدو إلى الخلف لما استطاع تحديد وجهته التي يريد حينما يغشى عينيه ذلك الغبار الذي خلفه من جراّء عدوه . بإختصار ...... هذا هو الحلم الذي ما إن يغزونا في لحظات ( اللاإستيعاب ) إلا وقد اختنقنا مما يؤخره لنا من ( بؤس ) حينما نترجل عن ( نظرة ) كنا نرتحل معها في عالم لا يمكننا المكث فيه والبقاء لفترة أطول . يقول البعض : ( من لا يحلم لا يستطيع الوصول ) ويقول آخرون : ( الأحلام تأخذنا إلى تحقيق رغباتنا ) .. ونستطيع أن نقول : أن الأحلام مفتاح أبواب الإكتئاب ما تؤخره لنا الأحلام البعيدة عن واقعنا يبقى ( كتلة ) من المشاعر المنهزمة ، والتي تطلق علينا بين الفينة والأخرى ( سهاماً ) من الواقع مسمومة تقتل آمالنا التي غررت بنا وأوصلتنا إلى ظلمة المستقبل . تلك هي أحلامنا التي تقود ( خيالاتنا ) ونعيش معها فترة أجمل ، ولكن ما إن نعود إلى تلك ( القهوة ) السوداء التي نراها ( واقعاً ) بأعيننا حتى نتقدم إلى تلك الأحلام الجميلة بالعذر عن المواصلة في السير معها في تلك الرحلة الغامضة وعذرنا من تلك الأحلام أننا نحلم غازي الدليمي