محمد علي إبراهيم الأصقة همس احد الاصدقاء في اذني ذات ليلة ونحن نتابع برنامجا تلفزيونيا على إحدى الفضائيات وكان ضيف البرنامج من اولئك الذين يكتبون تباعاً في الصحف السعودية عن المرأة، قال ذلك الصديق: لماذا لا تكتب ياصديقي عن المرأة في زاويتك هذه فأجبته على الفور ولماذا هذا الاختيار فقال: ألا تريد ان تستضيفك بعض القنوات الفضائية مثل هذه التي نتابعها الآن وتصبح من أولئك المشهورين الذين لا تغادر وجوههم هذه الفضائيات اكتب يا صديقي عن المرأة سلباً أو إيجاباً فتكون من أولئك المشاهير. أجبته ياصديقي هذه الفضائيات تسعى جاهدة لتصوير المجتمع السعودي بالصورة التي تريدها وهي منظومة تستقطب أولئك الذين لا يستنكفون عن الرضوخ لرغبات تلك الفضيات فيجعلون من الاستثناء تعميما ويتسابقون في تشويه المجتمع السعودي دفاعا عن المرأة السعودية وكأن النساء في بلادنا مهانات منبوذات مسلوبات القدرة والهوية. تذكرت مقالة للكاتبة عزيزة المانع في جريدة عكاظ مختصرها "من أراد الظهور فليكتب عن المرأة سلباً كانت كتابته أو ايجابا، وهنا قررت الكتابة عن المرأة السعودية ليس حباً في الظهور وليس على نهج اولئك الذين يطالبون بمطالب للمرأة هي المرأة نفسها لم تطالب بها كقيادة السيارة والاختلاط في الاسواق والمنتديات والمؤسسات الحكومية والاهلية وحرية التنقل وو... الخ. من مطالب لم اسمع او اقرأ لكاتبة سعودية طالبت بها إلا من بعض نسوة نسبن لأنفسهن دور المثقفات السعوديات ظهرن على تلك الفضائيات في اوقات مختلفة وهن يتغنين بحقوق المرأة ومطالبها وهن يعرفن جيدا خصوصية المجتمع السعودي وخصوصية المرأة السعودية بالذات ولكنهن خلعن برقع الحياء طامعات في جعل نساء السعودية على شاكلتهن. كما انني لا أريد ان اكتب عن المرأة تشدداً ناسباً بعض العادات والتقاليد الى حرام وحلال وهذا يجوز وذاك لا يجوز وانني اجزم يقيناً بأن المرأة السعودية تعرف مالها وماعليها فهي بحمد الله وصلت مراتب عليا من المعرفة والثقافة. أنا أريد أن اكتب ضد المرأة السعودية ولن أعود للكتابة عنها مرة اخرى حتى لا أتهم بالسعي للظهور كما قالت الكاتبة عزيزة المانع. المرأة في المجتمع السعودي لها مكانتها ولا يعني وجود بعض التجاوزات في حق المرأة ان المرأة مهمشة لا دور لها ولا ارادة ولا يعني وجود بعض الممارسات غير الإنسانية في حق المرأة أن المرأة في المجتمع السعودي مسلوبة الارادة لاتجد من يعينها في مجتمع ذكوري كما صوره بعض اولئك المتحذلقين من ابطال تلك الفضائيات انه مجتمع العنف الاسري والقمع المتواصل تجاه المرأة. المرأة السعودية استفادت من جميع المعطيات التي اتيحت لها والشريحة العظمى من نساء هذه البلاد الطيبة ينعمن بحقوقهن التي يمارسهن بكل حرية وان كان هناك بعض السلبيات والممارسات تصادف البعض منهن فهذا لا يعني ان جميع نساء السعودية مضطهدات، ففي كل بلاد العالم توجد هذه الممارسات حتى في تلك البلدان التي يضربون بها المثل اولئك المهرولون وراء تحرير المرأة. انا ضد المرأة التي تخنع وتستسلم عن المطالبة بحقوقها والتي كفلها لها الشرع وأنا ضد المرأة التي تطالب بمطالب تجردها عن عزتها وكرامتها وضد تلك المرأة التي تسعى جاهدة لمزاحمة الرجال في المنتديات ويعلو صوتها بمساواة لاتليق بها. وأشد ضداً لتلك التي تنوح وتتباكى في كل مقابلة تلفزيونية على بنات جنسها في السعودية واصفة وضعهن بالمأساوي والمحرومات من كل حق لهن. أنا ضد المرأة التي تقمصت شخصية الرجل وتخلت عن اجمل ما تتحلى به المرأة ألا وهو الحياء.. وأخيرا أنا ضد تلك التي تحاول بكتاباتها مراراً وتكراراً تشويه صورة المرأة في بلادنا أنها تلك المرأة المقهورة عديمة المعرفة وتحاول ان تهديها الى الطريق الافضل في نظرها بإلباسها لباس يكشف عن عفتها وطهارتها بداعي التحرر من قيود المجتمع. فهل لي الحق ان اكون ضد المرأة فيما ذكرته؟.