** عندما كان الأمير خالد الفيصل يستقل سيارته، التفت الى امين محافظة جدة المهندس عادل فقيه وقال له: "كل شيء ممكن ان يتحقق - بعزيمة الرجال" قالها الأمير وهو يقبض كفه الايمن ويضغط بالإبهام على السبابة، ويفتح عينيه في ايماءات قوية متحمسة وطموحة بدت لنا واضحة - نحن الواقفين من حول الامير - ثم غادر المكان لكن المشهد لم يغادر عقلي شخصيا وظللت لمرات كثيرة استعيده في بؤرة شعوري، كما يفعل اخواننا المخرجين عندما يعيدون علينا اللقطات التلفازية لعدة مرات. ** في تلك المناسبة كان الامير خالد الفيصل يشرف حفل امانة جدة الذي اطلقت فيه "مشروعها الحلم" الذي طالما تداعب اجفاننا طويلا - مسودة استراتيجية جدة - والذي يراد له ان ينقل جدة الى مصاف العالم الأول، ولعلي هنا حقيقة اشير الى نقطة مهمة وهي ان احدنا نحن السعوديين لا يكره ان يكون في مصاف العالم الأول بل على العكس نتمنى ان نغمض اعيننا ثم نفتحها ونجد انفسنا وبلادنا في دائرة العالم الأول وهذا في الواقع حلم كبير وأمنية عزيزة، ولكن السؤال المهم هو "كيف، ومتى، وبأي سبيل سنصل؟". ** السؤال السابق، كان يمثل هيبة ورهبة نفسية تحول بين احدنا وبين أن يفكر عمليا في بدء الخطوة الأولى في مشوار الألف ميل نحو العالم الأول، حتى اذا ما جاء الأمير خالد الفيصل ليتقلد مهام امير منطقة مكةالمكرمة مفتتحا عهده في الامارة بنشر "ثقافة الأمل" ونبذ "ثقافة الاحباط" بدأت النفوس تتهيأ لأعمال كبيرة، سيقودها فارس المنطقة الجديد (خالد الفيصل).. وكأني بالأمير يتحرك في أفق علمي مدروس، يتدرج بالناس خطوة خطوة، كحال كل قائد مرحلة محنك، فكأن ان اعلن بعد ذلك مشروعه الجسور (نحو العالم الأول). ** والأمير (خالد الفيصل) كما هو معروف شخصية قيادية، مسكونة بالابداع والتميز وصناعة القرار، ومن حسن حظ منطقة مكةالمكرمة انه جاء إليها في اللحظة المناسبة، ليفجر في انحائها ابداعاته ورؤاه وفكره المتقدم، وليكون بالفعل رجل المرحلة في هذا الوقت، وهذا الجزء المهم من بلادنا، ولعل المراقب المحايد بدأ يلاحظ الارهاصات الأولى، التي تشكل فكر الأمير (خالد) على الأرض، فكرا وسلوكا وثقافة من ناحية، وإنجازات مادية لاحت طلائعها مرسومة في الأفق. ** المسؤولون التنفيذيون في منطقة مكةالمكرمة عرفوا الآن بدون شك توجهات أميرهم، والبعد الأفقي والرأسي لافكاره ورؤاه، وكما هو معروف فإن القيادي في أي مكان من الدنيا، لابد وان تنعكس على المكان الذي يقوده الكثير من روحه، وشخصيته، وافكاره.. ولذلك فإن منطقة مكةالمكرمة بقيادة (خالد الفيصل) مقبلة على أفق عريض من النماء غير العادي بحول الله تعالى، ثم بفكر وعزيمة الأمير الواعي (خالد الفيصل). ** الرائع الجدير بالتسجيل ان منطقة مكةالمكرمة بدأت (مسؤولين ومواطنين) تتحرك كفريق عمل واحد، له نفس الجدّية، ونفس الحماسة، ونفس الإرادة والعزيمة والاصرار، على اقتحام المستقبل الأخضر، والجميع يحمل فلسفة أميرهم وقناعته ورؤيته للغد الجميل: (إذا اجتمعت الإدارة والإرادة.. تحقق المطلوب)!!.. وهذه الرؤية في الواقع هي واحدة من رؤى الامير التي يطرحها دائما، ليس لأنها من (الكبسولات) المحفزة معنويا، ولكنها في الواقع ترجمة حقيقية للإرادة الصلبة للأمير (خالد الفيصل) وترجمة حية لما يعتمل في أعماقه من رغبة واصرار حقيقيين، على ان يتم كما قال الأمير (استغلال كل دقيقة) في انتاج عمل جديد خلاق، يقربنا من العالم الأول. ** الذي لابد ان نقوله ختاما كحقيقة حيّة ان الأمير (خالد الفيصل) يعكس في كل الحراك الرائع الذي يقوم به، تطلعات قائد الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. (الملك الفذّ) كما وصفه الأمير في واحدة من لقاءاته الأخيرة، وكذلك تطلعات سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز (وجه السعد) كما قال عنه الأمير خالد. [email protected]