يصادف في السادس والعشرين من شهر يونيو حزيران من كل عام،اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي اقرته الاممالمتحدة في العام 1988م، اذ تعد المخدرات والاتجار بها وادمانها واحدة من اكبر المعضلات التي تفتك بالمجتمعات البشرية دون استثناء، وتنتشر كالسرطان في كل مكان، وتلغي بأضرارها ومخاطرها السلبية على كافة الدول والمجتمعات والافراد ، سواء أكان ذلك بصورة مباشرة أو غير مباشرة، ذلك ان هذه الآفة التي تعد من اعقد المشاكل التي تواجه الانسانية في هذا العصر ،ليس لها وطن واحد او مصدر واحد حيث تتعدد منابعها وتختلف مصادرها كأن تأتي من دول اقليمية او أخرى بعيدة خلف البحار. لقد تمير الاداء الأمني السعودي في مكافحة المخدرات بأن وصل الى مرحلة متقدمة في نواحي إلغاء القبض على المروجين،ونشر التوعية والتثقيف وتبيان سلبيات الظاهرة وآثارها على الاقتصاد والتنمية والاعمار والاصلاح. وتؤكد الشواهد ان المخدرات في المملكة العربية السعودية. لا تشكل خطرا كبيراً ولم تصل الى درجة تسميتها ب "ظاهرة" في ضوء تنامي تعاطيها وتجارتها في بعض الدول الاخرى وذلك بفضل جهود القائمين على متابعة المشكلة وتقديم الخبراء والكوادر البشرية المؤهلة،وتبني عدد من المشاريع والبرامج التي تعزز جهود المكافحة اضافة الى اتخاذ الكثير من التدابير الوقائية الحازمة التي تحول دون انتشارها بشكل اوسع. ولما كانت فئة الشباب من الذكور والاناث هي اكثر الفئات المستهدفة لمروجي المخدرات،فإن مسألة التوعية بأخطارها ومضارها تبرز كمسؤولية مشتركة للمؤسسات الوطنية بمختلف أنواعها والتي عليها القيام بدور توعوي يهدف الى اقناع الاصحاء من الشباب بتجنب هذه الآفة، وكذلك خلق تصور مقنع لدى المدمنين بالمباشرة والالتحاق ببرامج العلاج التي تنفذها الجهات المختصة لاعادة الامن والهدوء والاستقرار الى نفسية المدمن وتأهيله لممارسة دورة البنائي والتنموي في المجتمع باعتبار أن مرحلة الشباب هي مرحلة العمل والعطاء والانتاج ، وان الوقوع تحت تأثير المخدرات قابل للعلاج والتسوية . ان جامعاتنا السعودية كمؤسسات وطنية تأتي في طليعة الجهات ذات المسؤولية الكبرى في مجال مكافحة المخدرات،إذ عليها أن تقدم اطاراً شاملاً للطبة يوضح الانعكاسات السلبية للمخدرات على جهود التنمية،فلابد من تضمين الخطط الدراسية لكافة التخصصات التي تطرحها الجامعات مسافات ذات جوانب نظرية وعملية تؤطر المشكلة ضمن محاور متعددة، تشمل التعريف بها وبمخاطرها واضرارها والاضطرابات النفسية الناجمة عنها ومشاكلها القانونية والصحية وآثارها المرضية والاخلاقية. كما يمكن للجامعات اقامة معارض فوتوغرافية وتلفازية لعرض انواع المخدرات وضحاياها والعمليات التي يتم تهريبها بها، ومشاهد من عمليات قامت بتنفيذها الاجهزة الامنية لإلقاء القبض على المهربين. اما الاسرة، فإن لها دوراً كبيراً في الوقاية والحفاظ على الابناء وتجنيبهم الوقوع في شرك هذه الظاهرة الخطيرة، لذا فإن عليها الالتفاف الى فئة اصدقائهم واختيار صحبتهم مع عدم اطلاق الحرية لهم دون رقابة، كما على الأسرة الاهتمام بتربية الابناء تربية حسنة. وتشير الدراسات الاجتماعية والنفسية إلى ان بعض اسباب انتشار ظاهرة الادمان في بعض المجتمعات تتمثل في عدد من الامور منها: 1- ضعف الوازع الديني. 2- الفراغ وهو سلاح فتاك. 3- التقليد الاعمى لمتعاطي المخدرات . 4- جليس السوء وهذا اخطر الاسباب واهمها وقد ثبت عن النبي صلى الله عليهه وسلم انه نهى عن ذلك. ومجمل القول إن الادمان خطر بالغ على المجتمعات في كل مكان وزمان.. مدير عام وزارة التخطيط / متقاعد فاكس : 6658393 هاتف : 6834392