الحديث عن الأمير نايف لا يحتاج إلى مقدمات.. لأن مكانته ومحبته لا تحتاج إلى مقدمات. وعن نفسي أحمل في دواخلي هذه المشاعر.. وفي ذاكرتي صور حميمة لا أنساها خلال عملي بسفارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة ولعدة سنوات مع معالي السفير إبراهيم السعد البراهيم آنذاك والذي أعتبره الأب الروحي لي وللعديد ممن عملوا معه. في تلك الفترة المهمة من حياتي استقيت خبرة ودروسا من السفير ابراهيم البراهيم..أفادتني كثيرا في علم الإدارة والبروتوكول. وعرفت معنى وقيمة هذه الخبرة عندما شرفني معاليه بمسؤولية مباشرة لإعداد ترتيبات استقبال صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز خلال انعقاد الاجتماع المشترك لوزراء الداخلية والعدل العرب بالقاهرة والذي أرسى دعائم التعاون الأمني والقضائي واستنهاض دور الإعلام في مواكبة التحديات. لا أنسى ذلك اليوم ولا المناسبة عندما صافح سمو الأمير نايف مستقبليه وأعضاء السفارة.. وقدمني معالي السفير أنا وزملائي لسموه الكريم.. ولا أنسى لفتاته الكريمة في مراسم المغادرة وتوديع سموه عندما حيا الجميع وشكر الصغير قبل الكبير. ياله من شعور فريد غمرنا بالسرور عندما نرى شخصية محببة بمكانة الأمير نايف.. ويصدقنا الشعور التلقائي بهيبته وتواضعه ، ونتوقف مليا أمام قامة كبيرة بكل ما يعنيه الاسم الكريم والشخصية الفذة من دلالات اقترنت دائما بالاحترام والتقدير الجم لسموه داخل الوطن وخارجه.. وكيف لا وقد منحنا في كل الوطن أمنا فريدا يسهر عليه ويسهر عليه سمو نائبه وسمو مساعده للشؤون الأمنية.. وأكد دائما حزما وعزما لا يلين.. ليظل أمننا وارفا رغم ما استهدف وطننا من غدر الإرهاب وجرائم الإرهابيين.. وتستهدفه عصابات الجريمة والمخدرات.. وكل التحديات التي تستنهض فينا جميعا روح المسؤولية الوطنية واليقظة. إثر صدور الأمر الملكي الكريم بتعيين سمو الأمير نايف بن عبد العزيز نائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء ووقت إذاعة هذا الخبر الهام كنت جالسا مع الصديق والأخ العزيز البروفيسور السيد علي هاشم بافقيه الجراح المعروف وبينما أنا ألتفت إليه مهنئا ، وجدته يذرف دموع الفرح ، وقدرت فيه هذا الحب والوفاء.. لعلمي أنه عمل عن قرب لنحو خمسة عشر عاما مع الأمير ، وكانت مناسبة جديدة ليحدثني عن سماته وشخصيته الفذة ومدرسته القيادية ، التي نهل منها أبناؤه الشيم والأخلاق العالية والمسؤولية.. وهي سمة أصحاب السمو الأمراء.. فدارت في مخيلتي كم هي شيم وأخلاق الكبار عظيمة. مثلما قلت إن الحديث عن الأمير نايف دائما يكون من القلب ولا يحتاج لمقدمات وإنما لعقل متقد يملك القدرة على قراءة متعمقة في سمات شخصية فذة ورجل دولة من الطراز الأول.. ارتبطت حياته بالمسؤوليات العظام والقرارات الحازمة في المواقف الجسام.. من أجل أمننا بكل ما يعنيه الأمن من معنى لاستقرار الوطن وطمأنينة المواطن والمقيم وكل من يفد إلى بلاد الحرمين الشريفين. لذلك فذاكرتنا وعلى مدى أجيال.. عامرة بدلالات مضيئة للسمات القيادية والإنسانية في شخصية سموه.. وما يتمتع به حفظه الله ، من حضور مؤثر في مسيرة الوطن.. ورؤيته الثاقبة والعميقة لاستحقاقات كبيرة وطنية وتربوية وفكرية يجب أن نحافظ عليها كمقومات للهوية وما يليق بالمواطن أن يكون عليها دون إفراط أو تفريط. نعم الحديث عن سموه لا يحتاج لمقدمات لأن حديثه إلى إخوانه وأبنائه المواطنين دائما يخاطب العقول وتنشرح له الصدور بلا مقدمات ، لأن الحقيقة عنده لها وجه واحد.. وفي كل القضايا التي تناولها الأمير نايف دائما يضع النقاط فوق الحروف.. وفي كل الحالات ينحاز إلى المواطن.. من أجل أمنه الحياتي والفكري وأمننا الاجتماعي الذي يجب أن نعيد إليه توازنه وأخلاقياته.. ونعزز فيه المسؤولية بأن تؤدي مؤسسات المجتمع دورها تجاه الأجيال.. كما ينحاز لهوية هذا الوطن وثوابته التي يندرج تحتها كل تطور وإصلاح. وللأمير نايف مكانة عظيمة من التقدير أيضا خارج الوطن وبين أمتنا ، وقد أخلص لها سموه في جهده وفكره.. ونعتز كثيرا بشواهد هذا التقدير والمكانة في مسؤوليات سموه تجاه الأمن العربي ، وكيف جعل من مجلس وزراء الداخلية العرب الأنموذج في العمل العربي المشترك من أجل أمن المواطن العربي وإنسانيته وكرامته واستقرار حياته بنعمة الأمن بمفهومه الإنساني في مواجهة أخطار الجريمة والإرهاب والانحراف الفكري.. وأمانة الأسرة ومجتمعاتنا تجاه الأجيال. هذا الوعي نحتاجه لاستيعاب التحديات وفهم بوصلة المتغيرات التي تنشأ من رحمها الجريمة بكل أشكالها وأساليبها.. لتنشئة الأجيال على جادة الدين والوسطية السمحاء.. والبناء العلمي والأخلاقي الذي ننهض به. تأملت كل ذلك واستدعيت المخزون الجميل في ذاكرتي وأنا أتابع استقبالات سموه لوفود المواطنين وشخصيات المجتمع المهنئين بالثقة الكريمة.. وهذا لسان حال كل مواطن يدرك ماذا يعني لنا الأمير نايف بإنسانيته ومسؤوليته وحنكته. * نقطة نظام: وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم [email protected]