كلما لم يسعفنا الواقع هربنا اليه .. حاولنا أن نلتمس عنده ما يهدينا لبعض الواقع .. وبعض الحقيقة .. فيستقبلنا هاشاً .. باشاً .. ويملأ جيوبنا بالتأمل .. والتصور .. والرحابة.. وكلما صادقنا - الخيال - كلما كنا أقرب الى الأحلام.. والى الفضاءات .. والى شعور اللحظة المترفة بالتوقع !! ما هو هذا - الخيال - الذي يمسك بنا لنطير الى كل مدن العالم .. والى كل ساحات الدنيا.. والى كل مواقع التأمل .. وحتى نجيب عن هذا السؤال استضفنا - الخيال - ليكون الحوار التالي : * سألناه : من أنت أيها الخيال .. كيف تتكون .. كيف تصبح هذا البساط الذي يحملنا ليطوق بنا كل الدنيا؟! .. قال: أجيء أنا من أعماقكم .. ومن سويداء هتافاتكم .. وتوهج أشجانكم.. أتكوّن من الاحساس المثقل بالحب .. ومن الشعور الحافل بالانتباه .. واتصاعد الى عقولكم.. وقلوبكم وأكون هذا البساط السحري الذي ينقلكم الى كل العالم .. ويدخل بكم كل المنازل.. ويطوف بكم كل الزوايا وكل الفضاءات .. وأظل أنمو .. وأنمو .. حتى أصبح صديقكم! * سألناه: بل أنت كل حياتنا أحياناً. .. قال : صحيح .. فحين تبدأ ألسنة اللهب تنشر الهجير في أنحاء الارض .. ويسود الجفاف كل الأعماق .. فلا ندري ماذا نفعل .. ولا كيف نتصرف .. أجيء أنا امسح الدمعة .. وأجفف العرق .. وأنشر في الأعماق الفيء .. والظل .. والرواء. * سألناه : أنت إذاً كل هذا الاحتدام الذي يفصل بين الواقع وبين التصور .. والتوقع .. والتمني؟! .. قال : ربما .. لكن لا تقولوا - احتدام - قولوا غشقة النماء .. قولوا تلك الغيمة التي تهدي الأرض الظل.. * سألناه : وماذا أيضاً أيها الخيال؟! ..قال: أنا هذا المركب الذي يتهادى على شاطئ الحياة زادي الحلم .. ووقودي السلوى.. وكسائي الأمل .. أنا أصنع أشياء كثيرة.. أنا الذي أملأ الكون بالقلوب المضمخة بالآمال والترقب.. * سألناه: وبدونك أيها الخيال؟! .. قال : تموت اشجار الحب واقفة!! وتصبح المواويل سكيناً حادة تشطر كل شيء حلو الى نصفين النصف الأول مر .. والآخر أكثر مرارة!! * سألناه: وحين تكون في قمة تألقك ماذا تمنح الانسان؟ .. قال : كل شيء .. أمنحه الفيء .. والامل .. والشعور الرائع بالحياة.. أجعله يتصور أنه كل هذا الازدهار .. وأن أشياءه الغالية هي أحلى الأشياء.. * سألناه: وعندما لا تكون كما يجب أن تكون؟! ..قال: أضع الانسان في منطقة وسطى بين الحلم والواقع .. بين لهب الانتظارات ..وتفاؤل النبض بالذي سيأتي .. * سألناه: وماذا ترى في الانسان أيها الخيال؟! .. قال : هي طبيعة الانسان أن تراه دائماً يطمح في كل شيء .. ويسعى نحو كل شيء .. ويتمنى كل شيء .. فاذا لم تعطه ظروفه الا بعض الشيء جاءني مهرولاً يطلبني الصبر.. والتصبر.. يملأ كفه بالأماني .. ويرسم على صدره الأحلام في الغد القادم.. * سألناه: وأغلب الناس ماذا يطلبون؟ .. قال: التوحد مع احبابهم ..والشعور الصادق نحو المرفأ الأغلى .. لكن الانسان ينسى..ولولا أنه ينسى لمات همّاً ..ونكداً. * سألناه: وكيف تتعامل مع الانسان العجول؟! ..قال : بالصبر!! * سألناه: حتى أنت أيها الخيال؟! .. قال: نعم .. فالصبر زاد كل الاشياء القادرة على التحرك والعطاء.. * سألناه: أنت ألا تغضب .. ألا تتوارى؟! .. قال : أبداً فبدوني تصبح حياة الناس صعبة ولابد أن أكون المركب الذي يستقبل كل الناس ينقلهم من شاطئ الحيرة والانتظارات القاتلة إلى شواطئ الأمل .. وتوقع الأحلى..!! كلام متعوب عليه أداري عنك دموعي .. أخاف أن تجرح هذا الحب الكبير في قلبكِ ..وتخرجين عن طوع الأحلام في الغد القادم.. ما فكرت في جرح قلبي الا وبكيت كيف لايكون هذا القلب طيباً وأنت فيه ؟! حاولت رغم كل الآلام.. والانكسارات والهواجس .. أن أحملك على جناح التمني .. كنتُ دائماً أزهو بكِ وأنتِ المتوجة بحنيني .. وولعي .. تحملت مرارة الظنون .. وأنتِ ترجمينني بالتلهي .. ما دريت معاناتي ولا قدرت نزفي وحين عرفت بجرح قلبي .. حزنت ربما .. أسفت ربما .. لكنكِ فكرتِ حد الانفعال .. بالترحال !! لملمتِ كل أشيائكِ .. حرصت على استعادة طيورك .. وفراشاتكِ ..وزجاجات العطر القديمة.. وعلقت قرارك لحظة أن يكون الموت أو لا يكون.. صحيح .. هذا القلب يئن من التعب . وهذا التعب يواجه اعصار القلق .. وهذا القلق يدميني حتى النخاع.. صحيح .. أنكِ الغد الأغلى الذي أتمناه حلواً .. رائعاً .. وشهيّاً.. لكني - ياصغيرتي - بكل كبرياء هذا القلب المتعب .. أرفض أن أخرج من ساحة المحبة .. يكفي هذا القلب أنه رغم ضعفه .. ونزفه .. لم يفقد الوفاء !! كلام موزون في لحظة الفرح ننسى كل شيء .. إلا أغلى ما في الجوانح من الحب .. وأغلى الهتاف في الاعماق.. معنى الفرح الحقيقي أن نتواصل مع الأماني حتى يكون لنا الحاضر الذي نتمنى.. فيهدأ القلب .. وتقبل الدنيا أنساً وطيباً.. معادلة حين يصبح الخيار بين العقل والقلب لا مفر منه فليس أمامنا الا ان نحترم العقل .. ونطاوع القلب !! اتكاءة إذا حملنا على اكتافنا الأيام فإننا سنعرف كم ادمتنا .. واسعدتنا ..وذلك هو العمر ..!! المسافات !! ملايين من السنوات ونحن نجدل من الكلمات الجميلة رسالة حب ..ونلملم الليل ليكون مجد الضفائر المسدلة!! كلما نبت الظلام على كفي.. أهديت له توقي فأضاءت الكف بالأشواق وملأت الأفراح قلبي لعله يشفى!! هذا الزمن .. صنع أشياء كثيرة .. وجاء لنا بأشياء كثيرة.. وأخذ منا اشياء كثيرة .. الا شجرة الحرمان التي تنمو بيننا فهي تزداد تأصلا.. وتثبتاً !! حكايتنا .. هي حكاية الغرباء الذين التقوا ثم صمتوا فضاعت أحلامهم .. وملأت الجراحات واقعهم. دائماً .. بين كل فاصلة الأيام .. تأتي غشقة حالمة تمسح الدمعة .. وتبلل الشفاء بالمنى!! لم يبق من الزمان ..الا هذا المشوار الطويل .. وعلينا أن نمشيه لعلنا لحظة نلتقي فتصبح المسافات همسة ونجوى!! أحلى الكلام شعر / زكية حاجي تغيبين عني .. يغيب الصباح وتكبر في راحتي الجراح أفتش عنكِ .. وكلي اشتياق أمثلي أنتِ .. وفيكِ الرواحُ لكِ الحب منى ..ومنى ودادي ونبض قوافي برق يلاحُ وقلبكِ في كل درب ألاقى وليداً .. غريباً .. طوته البطاحُ تغيبين عني ..ودفْء المواني يقربني منكِ عمراً يباحُ ويُرسم في شفتيكِ ابتسام فيسكب منه رحيق يفاحُ فخلى همومكِ خلف الغيوم لتمطر بعد الرعود الأقاحُ فما الهم إلا شجون تنامت ونفس تشيخ وسعد يزاحُ فيبدو الصغار من الهم شيباً وتعصف بالروح عصفاً رياحُ أعيدي لعينيكِ وهجا لنمضي نصافح عفواً، فذاك السماحُ فدتكِ حروفي ويفديك عمري فبالحب نحيا .. وفينا ارتياحُ