على تلك المائدة الطويلة والمعدة بإتقان وبعناية فائقة في تلك القاعة المفردة بالبهاء رغم بساطة بنائها بتلك المقاعد المريحة والتي تشعرك بأنك داخل "صالون" للراحة والمتعة. عندما ترفع رأسك الى الأعلى تبدو لك السماء صافية وان تراها من خلف ذلك السقف الزجاجي الذي غطاها امامك. هكذا يخيل لك. وللطعام عند الفرنسيين طقوسه المحترمة وتقاليده الفريدة وما بالك وأنت على طاولة طعام في منزل هو معقل الطقوس الفرنسية وهو قمة التقاليد التليدة. تلاحظ حولك وأمامك اولئك الذين يقدمون الطعام فتشعر ان خطواتهم محسوبة بدقة والحركة مرسومة والانحناء عندما يرفع أحدهم "الطبق" الخالي باليسرى ويقدم البديل باليمنى في حركة سريعة بدون "ارتجاف" في اليد مع همسة بسيطة تحمل كل معاني الترحيب. ورغم الملل الذي قد يصيبك عند تأخر الطعام عليك وأنت في اشهر مطاعم الدنيا، هنا لا تحس بذلك الملل ابداً فهم قادرون على ان ينسوك هذا الملل بهذه "الدنميكية" وهذا الادب الجم الذي لا يسمح بأن تسمع قرع طبق في آخر او صوت "سكين" اصطدمت "بصحن" والذي يجعلك تستمتع بالوقت رغم طوله هو ذلك النوع من الطعام الذي رغم بساطته ورقته ايضاً! فان طعمه يفوق ما قد أكلته من السمك أو أشكال اللحوم في أرقى مطاعم العالم أو ذلك "الكسكس" الذي تفوق على أحسن مطبخ "مغاربي" في صنع هذا الطبق الذي اشتهر به اخوتنا في المغرب العزيز انك هنا على هذه الطاولة الجميلة تأكل شيئاً كأنه "حبيبات السمسم" فلا دهون ولا زيوت أما "الاسكريم" فذلك قصة أخرى لم اذقه منذ ذلك "التركي" في شارع العينية طيب الذكر بالمدينة المنورة الذي كان يقدم "الدندرمة" هكذا كنا نطلق على "الاسكريم" فاسكريم – الاليزية ودندرمة العينية كلاهما ذوب لذة الطعم وشهيته.