.. في ذلك - الزمان - البعيد كانت تأتي سيارات "الأبلكاش" حاملة لحجاج العراق وهي سيارات غاية في القوة والضخامة وكان سائقوها على قدر كبير من "الحرفنه" وهم يدخلون في أزقة المدينةالمنورة وكان الملفت للنظر قدرة أولئك - السائقين - في معرفتهم "الميكانيكية" الفائقة ..كان الواحد فيهم "يفرط" "مكنة" السيارة ناثراً لتلك الادوات تحت "السيارة" فيقوم بإصلاح ما هو في حاجة إلى اصلاح ويقوم بإعادتها إلى موضعها الصحيح حتى ذلك الجزء من "المكنه" وهو ما يسمى "بالضفيره" وهي مجمع كل اسلاك "الدينامو" الذي هو قلب حركة السيارة أي بدونه لا تتحرك السيارة ،"فالضفيره" هي سر أسرار تلك الحركة فإذا أصيبت بخلل تتوقف "الحياة" في ذلك الجهاز وبالتالي تتوقف السيارة عن الحركة ، أريد أن أقول إن قدرة أولئك السائقين ومدى معرفتهم بأخص دقائق "مكنة" السيارة هو ما يفتقده "سائقو" هذه السيارات التي تمتلئ بها طرقاتنا هذه الايام بجميع أحجامها وأشكالها، هل تعرف أن هناك من السائقين من لا يعرف كيف "يغير" إطار سيارته إذا ما تعطل ناهيك أن يعرف شيئا من دقائق "الميكنه".. أقول هذا رداً على أحد الأصدقاء الذي راح يتساءل عن معنى مسمى "الضفيره" وهي غير "ظفيرة" شعر الطفلة الذي يتمرجح على أكتافها..وهي تعدو مرحاً وفرحاً.