** خيم على القاعة الفسيحة والكبيرة في مركز المؤتمرات بجامعة الملك عبدالعزيز سكون مهم رغم ان بها اكثر من ألف طالب وطالبة وعدد من الاساتذة يزيد على مائة وخمسين عضو هيئة تدريس .. الجميع جاؤوا ليستمعوا الى الامير المثقف خالد الفيصل في موضوع من الموضوعات المهمة وهو تأصيل منهج الاعتدال السعودي .. وقد تابعت هذا اللقاء بمنتهى الدقة .. اولاً لأول مرة أجد الامير يجلس على المنصة بمفرده .. وحاولت ان أتبين أوراقاً مكتوبة عن هذه المحاضرة التي تبدو من اسمها فيها شيء من الصعوبة فلم اجد سوى خطوط عريضة فقط. ** المهم اخذنا الامير خالد الفيصل لكي يفند لنا هذه الدعوة وبدأ من التعريف اللغوي لكلمة "الاعتدال" في كتب اللغة.. وفجأة أبحر بنا الامير خالد في نشأة الدولة السعودية الاولى والثانية ليقف عند الدولة السعودية الثالثة بأسلوب شيق بتصرف كبير شرح لنا قيمة العلم السعودي الذي اتخذ من كلمة التوحيد شعاراً له، وطرح رؤيته في اختيار الموحد الملك عبدالعزيز آل سعود (يرحمه الله) لكلمة المملكة العربية السعودية وكيف ان كلمة عربية لم تكن معروفة لأي دولة عربية في هذا الوقت بل كانت المملكة اول دولة في العالم تضيف كلمة (عربية) لاسمها.. وانها اختارت شرع الله وسنة نبيه منهاجاً لها لأنها البلد الاسلامي الذي يحتضن الكعبة المشرفة، والمسجد النبوي الشريف، وبالتالي يجب ان تكون قدوة في كافة تعاملها مع الآخرين في انتهاج منهج الوسطية. ** في خلال الحوار الذي امتد قرابة الساعتين طالب الفيصل بتغيير مناهج التاريخ والتربية الوطنية بحيث ترتبط بظروف العصر وليس من المعقول ان تظل كتب التاريخ تروي حوادث محددة وقعت في تواريخ محددة. ** وتناول الفيصل الاستراتيجية التي ستنطلق منها منطقة مكةالمكرمة للسنوات العشر القادمة وكيف ان هناك لجانًا عملت على هذه الاستراتيجية من الرجال والنساء لتكون هذه الاستراتيجية معبرة عن تطلعات الجميع. ** واشار في حواره انه يتمنى ان (يرى مكتبة) في كل حي وكل شارع من احياء منطقة مكةالمكرمة للتوعية بأهمية القراءة. ** واشار الى ان شباب المملكة مستهدف من بين الكثير من الجهات بسبب سياسة المملكة المعتدلة والوسطية ويحاول الكثيرون العمل على (اغتراب) الشباب وابعادهم عن منهج الوسطية والاعتدال وناشد سموه اجهزة الاعلام ان تعمل بجدية حول تأصيل مفهوم الاعتدال السعودي. ** كان المشهد مهيباً وهو يطلب من الجميع وهو اولهم تحية القائد ملك الانسانية خادم الحرمين الشريفين وقوفاً، فقد استمرت القاعة تصفق للملك عبدالله بن عبدالعزيز وتصفق لخالد الفيصل الذي قدم عرضاً موجزاً لمسيرة المملكة الرائدة حظي بتقدير الجميع. ** وختم الفيصل حواره ليعلن عن تبنيه لكرسي في جامعة الملك عبدالعزيز (جامعة المؤسس) عن تأصيل مفهوم الاعتدال السعودي فكان ختامها "مسك".