يحاور صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الليلة أكثر من ألفي طالبة وطالب ومنسوبي جامعة الملك عبدالعزيز، حول منهج الاعتدال السعودي ضمن الندوة الأولى لمنهج الاعتدال «الأسس والمنطلقات» التي ينظمها كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي في جامعة الملك عبدالعزيز، ويشارك فيها نخبة من كبار العلماء والأكاديميين. وتهدف الندوة، كما يوضح مدير الجامعة الدكتور أسامة طيب، إلى إظهار الصورة الصحيحة لمنهج الاعتدال السعودي وتطبيقاته عبر الامتداد التاريخي للمملكة العربية السعودية، وتأصيل الأسس والمنطلقات التي بني عليها منهج الاعتدال السعودي، ونشر ثقافة الاعتدال بين أفراد المجتمع السعودي، مشيرا إلى أنها تتناول العديد من المحاور؛ من ضمنها: الثوابت الدينية ودورها في تأصيل منهج الاعتدال السعودي، الخصوصية الثقافية في بناء منهجه، المفاهيم الاجتماعية وأثرها في تشكيل أبعاده، الجذور التاريخية لتأصيل منهج الاعتدال السعودي وصياغة الأنظمة والمواقف السياسية وفق منهجه والسياسات الاقتصادية ومرتكزات هذا المنهج. وأبرز مدير جامعة الملك عبدالعزيز الملامح التي يمكن دراستها عبر كرسي الأمير خالد الفيصل، وأهمها: المحور التاريخي عن طريق استقراء ورصد تاريخ منهج الاعتدال السعودي، المحور الاجتماعي من خلال موقف المنهج في التعامل مع القضايا الاجتماعية مثل التطرف والعنف في المجتمع، المحور السياسي عن طريق القيادة السعودية ودورها في منهج الاعتدال والعلاقة بين النظام الأساسي للحكم في المملكة العربية السعودية، ومنهج الاعتدال وتحليل مواقف المملكة سياسيا في الداخل والخارج في ضوء منهج الاعتدال السعودي، المحور الاقتصادي من خلال تحليل السياسات الاقتصادية للمملكة في ضوء المنهج، والمحور الثقافي عن طريق دراسة المنهج وأثره في حركة الفكر الثقافي في المملكة العربية السعودية. ويتوقع أن يحقق كرسي الأمير خالد الفيصل فوائد عديدة، من أبرزها: الإسهام في انتشار ثقافة الاعتدال، انحسار التيارات التي تدعو إلى التطرف والغلو والتغريب، تنمية شعور المواطنة، زيادة قوة الانتماء الوطني، وتعزيز وإيضاح الصورة الحقيقية والواقعية عن المملكة العربية السعودية وتشريعاتها ونظمها داخليا وخارجيا في ضوء سياسة الاعتدال التي تنتهجها. ويستهدف الكرسي جميع الفئات من سن خمس سنوات إلى 21 سنة من خلال خطة استراتيجية للتعريف بالكرسي خلال سنواته الخمس؛ تتضمن: سلسلة أفلام وثائقية تبث للتعريف بالكرسي، زيارات إلى المدارس والجامعات والمعاهد، توزيع نشرات تحتوي على الكثير من المعلومات، برنامج ثقافي توعوي يضم مجموعة من النشاطات المختلفة التي سيتم تنفيذها بالتعاون مع مجموعة من القطاعات الحكومية والخاصة مثل: المطبوعات التفاعلية، مسابقة للفن التشكيلي، سلسلة أفلام وثائقية، سلسلة أفلام قصيرة توعوية، وملتقيات طلابية، معارض متنقلة، ومسابقة «مؤلفي المستقبل». وأبلغ «عكاظ» المشرف الإداري على كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي الدكتور سعيد بن مسفر المالكي، أن الندوة الأولى «الأسس والمنطلقات» التي يفتتحها النائب الثاني بحضور الأمير خالد الفيصل وعدد من الأمراء والوزراء وقيادات جامعة الملك عبدالعزيز ستكون انطلاقة لخمس ندوات علمية خلال مدة الكرسي، وذلك ضمن خطة اللجنة الإشرافية العليا لمنهج الاعتدال السعودي، فيما ستكون محاورها عن قراءة في التاريخ، المصاعب والتحديات، رؤية عالمية، وآفاق مستقبلية. وقال المالكي في حديثه ل «عكاظ» أن النائب الثاني سيتجول داخل المعرض الذي تم إعداده عن منهج الاعتدال السعودي «بناء ومسيرة»، وسيضم كلمات مختارة يرافقها صور فوتوغرافية لملوك المملكة العربية السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله. وكشف المشرف الإداري على كرسي الأمير خالد الفيصل أن عدد البحوث العلمية المقدمة للكرسي بلغت (15) لمتحدثين وباحثين. ولفت المالكي إلى أن الجلسات العلمية تستأنف أعمالها غدا في قاعة الملك فيصل في جامعة الملك عبد العزيز، وتناقش عددا من المحاور المهمة في تأصيل منهج الاعتدال السعودي. وأوضح المالكي أن الجلسة الأولى تناقش المحور التاريخي والاجتماعي من خلال المفاهيم الاجتماعية وأثرها في تشكيل أبعاد منهج الاعتدال السعودي والجذور التاريخية لتأصيل منهج الاعتدال، فيما ستشهد الجلسة ورقة عمل يقدمها المتحدث الرئيس للجلسة أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري بعنوان «منهج الملك عبدالعزيز والاعتدال»، يعقبها قراءة في موقف الملك عبدالعزيز من حركة الإخوان المعارضة والتي يقدمها عضو هيئة التدريس في جامعة المؤسس الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز الجميح، ومحاضرة عن دور الأسرة والمفاهيم الاجتماعية في تشكيل أبعاد منهج الاعتدال السعودي كمنهج حياتي للأبناء دراسة نظرية من منظور تربوي للدكتور محمود بن فتوح محمد من جامعة الجوف. وأضاف المشرف على كرسي الأمير خالد الفيصل لمنهج الاعتدال السعودي أن الجلسة الأولى ستتناول الاعتدال في زيارة الفاتيكان: رحلة وفد العلماء وتأصيل الملك فيصل لمنهج الاعتدال السعودي قبل أربعة عقود للمتحدثة عضو هيئة التدريس في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن الدكتورة غادة بنت عبدالعزيز المسند، فيما تختتم بمناقشة الأبعاد الاجتماعية لمنهج الاعتدال «تكامل القيم والنظم والعمليات الاجتماعية لتعزيز المنهج» لعضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة فتحية حسين القرشي. وأفاد المالكي أن عدد المتحدثين في الجلسات الثلاث بلغ 15 باحثا، فيما تتناول الجلسة الثانية التي سيديرها عميد كلية الاقتصاد في جامعة المؤسس الدكتور حسام بن عبدالمحسن العنقري المحور الاقتصادي، وذلك حول صياغة الأنظمة والمواقف السياسية وفق منهج الاعتدال السعودي، والسياسات الاقتصادية ومرتكزات منهج الاعتدال السعودي، حيث يتحدث أستاذ الكرسي الدكتور محمود بن محمد سفر عن الاعتدال ونواقضه: مفهوم حضاري، فيما تواصل الجلسة مناقشاتها لعدد من الباحثين، الاعتدال السعودي في السياسات الاقتصادية للباحث عضو هيئة التدريس في كلية الاقتصاد والإدارة في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أيمن بن صالح فاضل، ومضامين منهج الاعتدال في النظام الأساسي للحكم في المملكة من خلال رؤية مبنية على الأسس الدستورية القانونية، قراءة علمية في سياسة المغفور له الملك عبد العزيز وتأسيس نهج الاعتدال السياسي السعودي للدكتور وليد نايف السديري عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز، ومنهج الاعتدال السعودي وتحقيق الاستقرار في النظام المالي والمصرفي للدكتور إبراهيم بن محمد أبو العلا الباحث في جامعة المؤسس وعضو هيئة التدريس في كلية الاقتصاد والإدارة. وأوضح المالكي أن الجلسة الثالثة الختامية تتناول المحور الثقافي، ويرأسها الدكتور محمد خضر عريف الذي سيتحدث عن سمات الاعتدال في الخطاب الثقافي السعودي: الملك عبدالعزيز نموذجا، فيما يناقش الباحثون المشاركون واقعية منهج الاعتدال السعودي، ونظرية الاعتدال في الأنظمة العدلية في المملكة، والثوابت الدينية ودورها في تأصيل منهج الاعتدال السعودي، والخصوصية الثقافية وبناء منهج الاعتدال دراسة في المحددات والتحديات، إضافة إلى مناقشة الخصوصية الثقافية وبناء منهج الاعتدال.