أحيانا من كثرة المواضيع التي تشغل بالك، لا تجد ما تكتب، ليس لقلة المواضيع، بل على العكس، لكثرتها، وصعوبتها، وإحساسك بالعجز أمامها، تعرف أنك إذا كتبت فلن يتغير شيء، وفي ذات الوقت الكتابة عنها – هذه المواضيع – تؤلمك، تشعر أنك لا تزال تعاني بسببها، أو أنها تتحكم بحياتك، أنك منغمس فيها بكلك، وأنك لا تستطيع أن تأخذ نفسا عميقا بعيدا عنها كي تتأملها وتكتب بهدوء. في هذه الحالات، أغمض عيني وأبحر بعيدا عن كل ما يكدر القلم، أو الكيبورد - في حالتي - وأحيانا لا أستطيع، أريد أن أكتب عن المرأة المديرة، بمناسبة تعيين وكيلة وزارة، أسبوعين يراودني هذا الموضوع ولا أستسلم له، ما علاقتي به، أنني امرأة وأن من ترأسني امرأة.. وفي بالي أن أتحدث عن الاستقدام والقيادة وشروط الاستقدام المجحفة بحق المرأة، أريد أن أكتب أن المجتمع والاستقدام ممثلا لها يتعامل مع المرأة بمنطق لا أرحمك وأخليك ولا أخلي رحمة ربي تجيك.. لكني لازلت أعاني من هذه المسألة لذلك أؤجل الحديث عنها الآن.. وأتذكر مقالة عبدالله بن بخيت عن الملل الذي يشعر به الناس لتكرار مواضيع المرأة ويجيب بكل بساطة أن المواضيع لازالت قائمة لذلك لا يزال الحديث عنها قائما، نعم هذا موضوع آخر أريد أن أتحدث عنه، لماذا يلوموننا لتكرار الحديث عن قيادة المرأة بينما نعاني يوميا ,اعني حرفيا يوميا نعاني بسبب عدم السماح لنا بالقيادة، هذا الموضوع يوترني لدرجة أنني لا أكتب عنه كل يوم، لأنني وأنا أكتب عنه أشعر أنني سأصرخ سأتوقف عن الكتابة وأكتب آه واحدة كبيرة تستغرق مساحة 300 أو 400 حرف وأضع نقطة آخر السطر.. وخلاص أردت أيضا أن أكتب عن بطاقة المرأة التي لم تستفد من وجودها الإدارات المهمة، فلا زالت كتابة عدل تصدر وكالات عامة خطيرة قد تسلب المرأة كل مالها دون أن تتحقق من هوية المرأة التي تقف أمامها، ما فائدة الهوية إذن، إذا كانت المرأة تدخل بغطاء وجهها دون أن يوجد أحد يتحقق إذا كانت هذه المرأة هي المرأة التي توجد صورتها على الهوية..؟؟ ألم أقل لكم، أشياء كثيرة، متعبة ومملة وموترة أرهقتني وترهقني، لذلك سأؤجل الحديث عنها ليوم آخر، يكون تعبي منها قد خف، وإن كنت أشك في ذلك، أو يكون تبلدي تجاهها قد اكتمل، عندها يصبح الحديث رائقا أو مملا أو على الأقل خاليا من التوتر والصراخ.. [email protected]