إن معارض الكتاب التي أشرفت وزارة الثقافة والإعلام منذ سنوات على احتضانها مع القطاع الخاص، أثرت ساحة الثقافية الوطنية، بما اتاحته لكل مواطن يتوق للقراءة الجادة ولتوسيع مداركه بشتى المعارف، أن يجد في ما تعرضه من كتب المعلومات الثرية والأفكار المتنوعة، مما قد لا تتيحه له موجودات المكتبات في بلاده عامة كانت أم تجارية، لما هي له خاضعة من رقابة صارمة على مدى عقود حتى كاد ألا ينفذ إليه إلا ما رغب الرقيب في انفاذه. وحتما ليس كل رقيب مؤهلا ليوصي للناس بما ينفع او يضر في هذه المطبوعات، وليس لكل الرقباء القدرة على الاطلاع على هذا الكم الهائل من هذا الذي يصدر عبر دور النشر وتدفعه المطابع في كل ارجاء المعمورة، فإذا كان الرقيب خاضعاً لرأي سائد فيه الكثير من التشدد فإن الثقافة الحقيقية تغيب، لذا فقد غابت عن ساحتنا زمنا آداب وعلوم وفنون حجبت واعتبرت من المحرمات، وهكذا فإن معارض الكتاب مارست دورًا تثقيفيا مهما عوض هذا الغياب، وأتاحت للمواطن المثقف أن يتواصل مع ثقافات أخرى عبر ما تجلبه هذه المعارض من أدوات المعرفة وما يصاحبها من نشاط. ولولا إقامة هذه المعارض لبقي معزلولا عن مثل هذا ولما وصل الى يده مما يرغب به من الكتب إلا القليل، إلا من كان له هجرة سنوية الى الخارج في اجازاته ليقرأ ويطلع على ما في الساحة الثقافية والعربية من جديد ثم يعود ومعه القليل من الكتب التي لا تلفت نظر الرقيب ويستطيع اخفاءها عن انظاره، وهكذا وللأسف كانت الحياة في وطننا، حتى قبل سنوات قليلة، ولكنها اليوم بحمد الله أفضل، فحرية التعبير يتسع نطاقها، والرقابة وهنت وزالت كثير من قيودها، وأصبح المواطن يشتري الكتاب الذي كان محرما دخوله البلاد من قبل من مكتبات الداخل، وأصبحت كثير من المجلات والصحف التي ظلت ممنوعة زمنا طويلا تصل الى سوقنا بانتظام، وهذا يجعلنا نجزل الشكر لأهله في قيادة هذا الوطن، التي بدأت اصلاحات متعددة. ننتظر ان تزيل هذا الركود الذي نال نواحي كثيرة من حياتنا، ومنه اختيار مسؤولين يؤمنون بخطواتها الاصلاحية المتتابعة، ولكن وآه من لكن، لا تزال لدنيا فئة تعادي الثقافة وتحتقرها، ترفع اصواتها بالمعارض كلما اقيم معرض كتاب، وتحاول افساد اجوائه وتعطيل حركته الثقافية، ومعيارها دوما للرفض إنما يعتمد على فهم لها للدين لا يشاركه فيه من المسلمين سواها، فهل يقبلون منا النصيحة ويريحيوننا من صخبهم وضوضائهم وسوء سلوكهم فهو خير لهم ولثقافة الوطن فهل هم فاعلون، هو ما أرجو والله ولي التوفيق. ص. ب 35485 جدة 21488 فاكس 6407043 alshareef-a2..5@yahoo