تابعت تقريرا متلفزا بالصوت والصورة عن أحوال الغجر في فرنسا فصدمت للحالة المتردية والظروف السيئة التي يعيش فيها هؤلاء لم أصدق أنهم يعيشون في فرنسا معقل حقوق الإنسان وعاصمتها مدينة النوروقد كنت أتصور أنهم في إحدى مستنقعات شبه الجزيرة الهندية أو في الأدغال الموحلة بأفريقيا ،وجوه شاحبة يملؤها البؤس ثياب رثة ومساكن عشوائية من الصفيح وأطفال ترتسم في أعينهم معاني الشقاء والجوع والحرمان وقد تحدث البعض منهم عن أوضاعهم المأساوية وكيف أنهم يعانون الأمرين فأبناؤهم محرومون من حق الإلتحاق بالمدارس وشبابهم لايمنحون الترخيص بالعمل في فرنسا أو أي من دول الإتحاد الأوروبي وهم منبوذون ويمارس ضدهم شتى أنواع الضغوط وجلهم نزحوا إلىتلك لبلاد من دول أوروبا الشرقية ومن رومانيا بالتحديد قبل عدة قرون ويطالبهم السكان بالرحيل إلى بلادهم الأصلية ولو كان هؤلاء في إحدى دول العالم الثالث لأقامت منظمات حقوق الإنسان العالمية الدنيا ولم تقعدها تعاطفا مع قضيتهم ولكن كما يقول المثل الشعبي (مين يقدر يقول للغولة عينك حمرة ) وخوفا من تفاقم هذه المشكلة وتحولها إلى أزمة قامت السلطات الفرنسية بإتخاذ تدابير تصالحية مع هؤلاء وإن كانت جهد المقل فتكفلت بإرسال جزء يسير منهم إلى بلادهم الأصلية وعلى نفقة الحكومة الفرنسية كما قامت بإيواء ستمائة أسرة في مساكن شبه لائقة مشترطة إتقانهم للغة الفرنسية وإدخال أبنائهم للمدارس الرسمية والمساهمة في نظافة المساكن والحي وإلحاقهم بأعمال وضيعة كالنظافة والخدمة في الفنادق بدلا من مهنهم المعتادة المتمثلة في جمع الخردة وبعض النفايات القابلة للتدوير والتي هي مصدر دخلهم الوحيد إن هذه التفرقة في المعاملة بالإضافة إلى حملات الصحف الفرنسية بترحيلهم لاتخلو من شعور بالكراهية نحو هؤلاء الدخلاء الروم كما تنعتهم الصحافة هناك فأين هم من عدالة الإسلام وتسامحه منذ فجر الرسالة المحمدية عندما آخى نبي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم بين المسلمين عربيهم وأعجميهم وأبيضهم وأسودهم وصهرهم جميعا في بوتقة إيمانية واحدة فكان بينهم بلال الحبشي وصهيب الرومي وسلمان الفارسي الذي قال عنه صلى الله عليه وسلم ( سلمان منا آل البيت)وكم نتمنى من المنظمات والهيئات الرسمية الإسلامية كالندوة العالمية للشباب الإسلامي والأزهر الشريف والمراكز الإسلامية في أوروبا تبني قضية هؤلاء بالتنسيق مع السلطات الفرنسية و توجيه حملات دعوية مكثفة لشرح مبادئ الإسلام وعدالته وإنشاء مراكز مهنية ومدارس مع إقامة بعض المشروعات التنموية والإقتصادية البسيطة لتحسين أوضاعهم المعيشية فلعل الله يشرح صدر بعضهم للإسلام فيدخلون في دين الله أفواجا وعلى المسلمين في فرنسا أخذ زمام المبادرة والشد على أيديهم وتأليف قلوبهم بكافة أنواع الدعم وقفة : قال صلى الله عليه وسلم ( لأن يهدين الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم) [email protected]