الإنسان كائنٌ حساس له مشاعر. فالأمراض المزمنة المستعصية الخبيثة غالباً ما تُحمِّل الإنسان فوق طاقته على دفع الثمن غالياً في هذا العصر الذي أصبح فيه الإنسان يتحملُ فوق كاهِلهِ الكثير من المصاعب والهموم المتزامنة وزاد على ذلك همّاً آخر يُطارد آماله وطموحاته في حياته وهي الأمراض المستعصية وأهمها السرطان الخبيث، الذي شغل محيطاً كبيراً من تفكير الإنسان في هذا العصر وزاد من تَخوُّف الإنسان اليوم زيادة نسبة أعداد المصابين بالمرض داخل مجتمعنا. وينتشر سرطان القولون لدى الرجال بنسبة 49% أما بالنسبة للنساء فغالبيتهن يُصبن بسرطان الثدي بنسبة 51% وغالباً لا يتم اكتشافه إلا في المرحلة الثالثة والرابعة بنسبة 48%، وهناك جهودٌ مضنية تُبذل لمحاولة اكتشافه في مراحله الأولى. كما تفيد الإحصائيات العالمية الصادرة هذا العام بأن الذين قضوا نحبهم عام 1407ه في العالم بلغ 7 ملايين والعدد قابل للزيادة في الأعوام القادمة. لا نريد تخويف القراء بهذا المرض الخبيث والوحش الكئيب المتربص ولكن نحاول توعية الناس والمشاركة في هذا اليوم العالمي للسرطان فالوقاية خير من العلاج ويقول المتخصصون إن التأثير بعامل الوراثة قد لا يزيد على 10 إلى 15% كما يُقال أن 60% من عدد الوفيِّات هي في الدول النامية. وهذا اليوم العالمي يُذكرنا بالانعكاسات النفسية والاضطرابات التي عانى منها العديد من الأقارب والأحبة الصغار منهم والكبار، النساء والرجال والأطفال الذين فتك بهم هذا المرض العضال. كما يُذكرنا بالانتكاسات لأقرب الناس إلينا وما ينتابهم من حُزن وتشاؤم وغضب وأحياناً السخط. كلها من المسلمات التي يعيشها مريض تلقى خبر فاجعة الإصابة بهذا المرض الخبيث. فالإنسان هو كتلة مشاعر وأحاسيس ولا بد أن يُعبر كلاً منهم بأسلوبه وطريقته الخاصة عن هذه الفاجعة. هذا اليوم العالمي لهذا المرض يضعنا أما مسؤولياتنا تجاه من يصاب بهذا المرض بأن لهم حقوقٌ علينا وواجبات بأن نفتح لهم صدورنا ونعمل على تخفيف آلامهم وتبصيرهم بقضاء الله وقدره ووضع التفاؤل أمامهم وذكرُ عدداً من الحالات التي شُفيت من هذا المرض ودائماً ما نُحاول إشاعة الأمل والتفاؤل في نفوس مرضى السرطان. وأُذكَّر وأوصي بتلاوة القرآن وإدخال السرور والبهجة إلى نفسية المريض. فالقرآن الكريم جديرٌ بإدخال الطمأنينة والتفاؤل ويُبشر الصابرين. فهو شفاءٌ للنفس والروح والجوارح وفيه الخير كل الخير والراحة النفسية للمريض. كما يذكرنا هذا اليوم العالمي بالاهتمام بإجراء الفحوص الطبية الدورية المبكرة ومحاولة الوقوف على سلامة الجسد من اعتلاله. وتساعد الفحوص الطبية المبكرة على محاولة العلاج في مراحل المرض الأولى حيث يمكن السيطرة على مراحل نمو هذا المرض الخبيث. وكثيرون هم الذين استطاعوا أن ينتصروا على هذا المرض ويقهروه في مهده بقوة إراداتهم وثقتهم بنفسهم واعتمادهم على الله فالإيمان وقوة الاعتماد على الله بأنه الشافي المعافي القاهر الجبار جعلهم يتعدون مراحل هذا المرض الخبيث.. وكما يقول بعض الأطباء .. المعنويات نصف العلاج. لذا فكلما كانت معنوية الإنسان عالية وثقته بنفسه وإرادته قوية استطاع أن يهزم هذا العدوّ الغدّار. وأحبذ أن توجه جماعة دينية متطوعة تقوم بجولات على المستشفيات المتخصصة لهذا المرض لإشاعة جو الفرح والسرور بقراءة القرآن دون إشعار المريض بالعطف أو الشفقة أو النظر إليه بحزن وأنه سوف يُفارق الحياة قريباً. فلابد من التأكيد على وضع معنوية المريض وغرس السرور والمرح في نفسه حتى نتعايش مع المرض يجب أن نُسابق الزمن.