أتذكر إذ فطورك صحن فول=وصامولي له طعم الشعير ولا فكرت في قطرات زيت=من الساسو ولا زيت الوزير وأحيانا بتمر فيه سوس=من الحشف المجمّع للحمير ونصف القرص تنهشه قفارا=وتشرب بعده من ماء الزير بمغراف الصفيح به صفار=من الصدأ المقزز والمثير قنوعات راضيا ماكنت يوما=لتحلم بالمطبق والفطير وهذي نقلة نحو الترقي=وبسط الحال والعيش الغرير وكأن الشاي أغلى ما شربتم=بإبريق من الحجم الكبير فكم عانيت من شظف وضيق=وكم يوم عبوس قمطرير وتنسى اليوم ما قد كنت فيه=كأنك عشت ترفل في الحرير فإن ضحكت لك الأيام فاذكر=زمان العيش في الحي الفقير ولاتنس الرفاقة يوم كنتم=وأكبركم يحن على الصغير تذكر واتئد واحسب حسابا=ولاتغتر بالزمن الغرور فكم من نافخ صدرا رمته=ولم يعلم بتقدير القدير ويحسب بسمة الدنيا دواما=فتأتيه بشرّ مستطير تدغدغه وتضحكه بغدر=فيمعن في المنام وفي الشخير ألم تعلم بأخلاق الليالي=ولا استعملت من شخص خبير وسوف تربك مما خبأته=أجاج الملح والمر المرير أتنسى المشي في الرمضاء ظهرا=بلا نعل وفي عز الهجير وخوضك لجة البحر ابتغاءً=لصيد الحوت رغم الزمهرير وتشمير الازار بلا لباس=تقول توكلي يرضي ضميري ونمت على الحصير بلا لحاف=واحياناً تنام بلا حصير وعانيت الطوى ليلا طويلا=بلا خلّ يواسي او سمير تبيت مساهرا نجم الثريا=وتشكو بالانين وبالزفير اتنسيك الكنافة بالصواني=غذاءً كان من خبز الخمير وآثار الاصابع ظاهرات=على ظهر الرغيف المستدير وشيء من حليب الشاة يغني=عن اللبن المبستر والعصير تبوس يمينكم ظهرا وبطنا=اذا يوما حصلت على المضير وأسراب البعوض وما إليه=تهاجمكم كما الجيش المغير خواطر مرة خطرت ببالي=وكنت ممددا فوق السرير ومثلك لا يليق به التعالي=على ابن الجيل والأخ والنظير وشربك صحة ماء القناني=وكم لغلغت من ماء الغدير ومنه الناس تشرب والرعايا=مع الثور المسرّح والبعير وما تأبون من ماء رضيخ=من الآبار بالعكر الكثير وأحسن حالكم إن جاء ماء=من الصهريج في الفصل المطير فهونها تهُن إن كنت حوا=عليما بالنهاية والمصير وذو العقل المفكر كيف ينسى=حياة الضنك في الزمن العسير