وهل يهنأ لنا بال دون أن تكون حياتنا الأسرية في منأى عن المنغِّصات التي من غير المستبعد أنها تُشكل معضلة اجتماعية متى ما كانت عرضة للفوضى وازدواجية القرار بينما يراودنا أمل كبير بأن تدنو أفراحنا بظلالها الوارفة على جميع أفراد الأسرة ليكون للحياة مذاقا خاصا يشعر بدفئه وأحاسيسه من يعيش تحت سقف البيت الواحد وهو مانتمنى أن ننعم بأجوائه كأرقى الأساليب الحضارية لدى من يعي دوره ويدير شؤونه بنفسه بعيدا عن الاستعانة بأجندة غربية لأننا نمتلك أجندة خاصة بنا تتناسب مع واقعنا الاجتماعي هدفها المحافظة على قيمنا وأصالتنا التي تتساقط أمامها كل البدائل كنموذج يتوافق مع ثقافة الآخرين ومن المؤكد أننا نحترم المرأة في الغرب بكل إيجابياتها ومعطياتها ومناشطها الحياتية وبما يتناسب مع خصوصية مجتمعها بينما نحن في حل عن هذه الخصوصية لتبقى القواسم المشتركة بيننا في الإطار الإنساني وإن كان هناك من يتبني أفكارا تهدد البناء الاجتماعي الأكثر اعتدالا ومحافظة ومن واجبنا على النخب الثقافية في مجتمعنا الوقوف بحزم أمام كل مايتعارض مع هذه القيم فكل المجتمعات الإنسانية تستطيع المحافظة على إرثها وحضارتها ومؤسسات المجتمع المدني بكافة تخصصاتها التربوية والثقافية والإعلامية والاجتماعية معنية بالدرجة الأولى بهذه المشروعية حتى لا تتعرض هويتنا للتهميش والطمس مقابل انفتاح ثقافي والترويج لأفكار بديلة تجد قبولا مرحليا لدى فئة عُمرية نشطة لها خصوصية المرحلة الزمنية التي تعيشها دون أن يكون لديها دفاعات تقيها شر ذلك الانفتاح فواجب هذه المؤسسات قيامها بدورها الايجابي في قالب مقبول ومنسجم مع واقعنا للحياة لتبرز مسؤولية الأسرة بالدرجة الأولى تليها المؤسسات التربوية و الجامعات والجمعيات الثقافية والإعلامية والأندية الرياضية لإعداد جيل قادرا على تحمل مسؤوليته التاريخية وتحديد هدفه في الحياة بيد أننا لابد لنا من مواجهة حقيقية مع ذواتنا وبشفافية ترتقي لمستوى وعيننا الاجتماعي ومصداقية حواراتنا مع أبنائنا وبما نمتلكه من الوقت الذي يمكننا أن نوفره لهم لنتجاذب معهم طرفي المعادلة مع إدراكنا لمدى التحديات التي تواجهها الأسرة السعودية وأهمها الظروف الاقتصادية المحيطة بنا عالميا في ظل نزعة مادية بسطت نفوذها في أسواقنا المحلية يقابلها شبح البطالة وتدني دخل الفرد وزيادة التكاليف الحياتية حيث تعد هذه مشتات لحياتنا الأسرية وإرهاصات لأدوارنا الأساسية. mu7mad@hotmail