أكد الداعية الدكتور إبراهيم الدويش على خطورة العولمة ووسائلها على تماسك الأسرة السعودية وترابطها من الناحية الاجتماعية والأخلاقية. مشددا على أن الكثير من مفاهيم وأنظمة العولمة تخالف قوانين الأسرة المسلمة المستمدة من الشريعة السمحة، ولفت إلى أن هناك إشكالية كبرى تعاني منها أسرنا وهي سوء استخدام وسائل الاتصال الحديثة من: انترنت، وما سنجر، وشات، وبلوتوث، ويوتيوب، وجوال ونحوها، مما أشغل عالم الشباب والفتيات بشكل أكبر، وصرفهم عن كثير من الواجبات الأسرية والمدرسية، مشيرا إلى أن هذه الوسائل باتت المؤثر والمرجع الأول لمعلوماتهم وأخلاقهم وسلوكياتهم، وجعلت الكثير منهم أسارى غرف نومهم الخاصة في كل الأوقات فلا يكادون يرون آباءهم وإخوانهم، بل هم غارقون ولساعات طوال مع الأصدقاء بل ومع المجاهيل في عالم وسائل الاتصالات التي أصبحت تخرق الخصوصيات في البيوتات، وتدخل لغرف نوم الأولاد والبنات دون أي استئذان أو آداب..، فترى كل فرد من أفراد الأسرة يستخدم هذه التقنيات بما يحلو له دون رقيب أو حسيب، فأصبح الكثير من الجيل الجديد يعيش عالمه الخاص به، وكأن هذا رد فعل من الأولاد لانشغال الآباء عنهم.. وبين الدويش أن امتثال المنهج النبوي في الحوار والتعامل يضمن لنا نجاح حواراتنا، ويقلل من أثر التقنية السلبية على الروابط الأسرية، وطالب الدويش وزارة التربية والتعليم بإقرار مادة عن ثقافة الأسرة والمسؤوليات فيها، لتدريسها للشباب من الجنسين قبل دخولهم لمعترك الحياة ومسؤوليات الأسرة والذرية، وذلك بوضع منهج تعليمي تربوي لها بما يواكب تطورات العصر وتحدياته، كما هو معمول به الآن في بعض دول الخليج، داعيا لإنشاء مراكز دراسات وبحوث خاصة في قضايا الأسرة، لترصد بشكل علمي ومهني المشكلات والظواهر الأسرية، وتتابع المتغيرات للنسق الاجتماعي، وتقدم الحلول العملية والعلاج الناجع، وتمد بها النخب من شرعيين وإعلاميين ومثقفين واقتصاديين وصناع قرار، وتتواصل معهم لبث الوعي الصحيح لهذه المشكلات بعيدا عن مجرد الانفعال والتخمينات، إلى تصورات واقعية موثقة، ومن ثم حثهم جميعا للمشاركة في العلاج لها.