** قبل أيام كنت اجلس الى رئيس بلدية فرعية في جدة، جئت اليه أحمل غضباً شديداً من سوء السفلتة في بعض شوارع الحي، وكيف تحولت الشوارع بعد حفرها لتمديد مواسير ضخمة داخلها، الى سفلتة عشوائية، مزعجة جداً لاصحاب وركاب السيارات التي تمر من فوقها، او كما وصفها أحد الاصقاء بأنها تحولت الى (شوربة) وبعد السلام والكلام الهين واللين مع اخينا رئيس البلدية قال لي ما لم يكن في الحسبان، فماذا قال بالضبط؟!! ** قال إن شركة الصرف الصحي والمياه في جدة هي التي نفذت المشاريع التي جئت اسأل عنها أنا، واضاف نحن في البلدية نعطيهم إذناً بحفر الشارع، ويكون عليهم بعد ذلك مسؤولية الحفر، ثم السفلتة، عبر الشركات والمقاولين، ثم استلام السفلتة، وهنا مربط الفرس (استلام السفلتة) حيث اتضح ان الاستلام - فيما يظهر لنا - نحن الذين نمر بالشوارع انه يتم بطريقة (كيفما اتفق)!! ** ويبدو حتى هذه اللحظة ان البلدية (براءة) وان المتهم هي المؤسسات الرسمية والاهلية الاخرى مثل شركة الكهرباء، والاتصالات، والصرف الصحي، والمياه ونحوها.. وكان يجب عليها ان تستسلم (صح) والا توقع على الاستلام الا بعد ان يفي المقاول بشروط البلدية في اعادة التسوية الاسفلتية للشارع على النحو الذي يريح عباد الله، وليس بالطريقة التي صار عليها عدد غير قليل من شوارع جدة، فاحدها (يخلع الضروس) كناية عن فداحة عشوائية السفلتة، والأهم من كل ذلك ان هذه (الأمانة) والامانة حمل ثقيل، وعلى كل مسؤول ان يتقي الله، فلا يماري ولا يجامل على حساب المصلحة، بل عليه ان يكون (حرفياً) ودقيقاً وصارماً، حتى تفهم شركات (أحفر وأدفن) هذه التي تكاثرت هذه الايام ان المسألة ليست لعباً، وانما أمانة ومصلحة وطنية. ** وأستطيع ان اضيف هنا، انه حدث معي في ذات اليوم، والذي يبدو انني تحولت فيه بالصدفة الى (خفير - على مطبات جدة) اقول انني مررت في شارع الامير ماجد قرب تقاطعه مع شارع فلسطين، بموجة جديدة، لكنها (محترمة جداً) من سوء السفلتة، ومن النوع الذي تشبه اطرافه السكاكين وهي تترصد عجلات السيارات، وإذ بي اشاهد أناساً جالسين على قطعة زولية على الاسفلت وسط الشارع، فاقتربت منهم وإذا بأحدهم كما أخبرني مندوب مقاول المشروع ومعه اثنان من الموظفين غير سعوديين، كانوا يتكئون على متاكئ وسط اقداح الشاهي، فقلت لهم انني مواطن وقد تضررت من هذه السفلتة العشوائية التي اثمرتها ايديكم، فتطوع احد الموظفين للرد نيابة عن الاخ السعودي (شيخ المشروع) أو لعله بالوعود والحشو والاستطراد، ولحظتها فهمت تماماً ان عين المتابعة، وشخص الرقيب غائب عنهم!! ** وخلاصة القول هنا إن مثل هذه المؤسسات والمرافق الرسمية ومن تتفق معه من المقاولين والشركات، تحتاج الى متابعة صارمة من امارة مكةالمكرمة، ومن محافظة جدة، بصورة تعطي المواطن اطمئناناً ان الشارع الذي يتم حفره للخدمات التحتية، سيعود كما كان، بل ولماذا لا يكون أحسن مما كان طالما ان المقاول يأخذ حقه كاملاً، فمن حقي كمواطن اسير بسيارتي في الشارع أن آخذ أنا كذلك حقي كاملاً، في شارع مريح، مستو، وخال من منغصات المطبات وسوء السفلتة التي صارت في واقع الأمر ظاهرة تطال كل مشاريع المقاولين تقريباً في هذه المدينة او تلك. ** يا أيها المسؤولين، نرجوكم باسم اخواننا المواطنين ان ترحمونا من عشوائية شركات (أحفر وادفن) وان يصار الامر الى آلية صارمة فوالله لقد تعبنا وتعبت سيارتنا، فهل نرى ما يثلج صدورنا، نرجو ذلك، وأملنا كبير؟! كاتب بصحيفة \"البلاد\" السعودية.